ابتسام سيف
عضو نشيط
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لعبدالله بن عباس -رضي الله عنهما-: (يا غلام إنِّي أعلمك كلمات: إحفظ الله يحفظك، إحفظ الله تجده تجاهك...)
هذه وصية عظيمة تضمنت أصول التوحيد وأصول العقيدة، وتضمنت أسباب الفلاح والرشد، وهي قاعدة للأمة، متى سارت في تحقيق مضامينها؛ سَعُدَت في الدارين، وحصل لها الحياة الطيبة في هذه الدار وفي الآخرة.
(إحفظ الله يحفظك) قاعدة متينة، وهي عند أهل اللغة تعدُّ شرط وجزاء، فالشرط هو الأمر بحفظ الله -جلَّ وعلا-، وحفظ الله يتعلق به عدة أمور:
** الاستقامة على التوحيد الذي جاء به النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - صافيًا سليمًا من شوائب الشرك صغيرها وكبيرها ومن شوائب البدع التي تخالف الكتاب ومنهج السنة.
** الوقوف عند حدوده التي حدَّها لخلقه في كتابه والتي رسمها رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لأمته في سُنَّته.
** أن يطاع الله، وأن يطاع رسوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في جانب الأمر، وأن يُنْتَهى ويُزْدَجر في جانب النهي.
ولهذا فإنَّ هذه الوصية مستقاة من مشكاة الكتاب في قوله -جلَّ وعلا-: {وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ * مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَن بِالْغَيْبِ وَجَاء بِقَلْبٍ مُّنِيبٍ** [ق: 32،33].
وموصى بها في السنة، يقول النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فيما صحَّ عنه: (الاستحياء من الله حق الحياء: أن تحفظ الرأس وما وعى، وأن تحفظ البطن وما حوى).
وقال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: (قل آمنت بالله، ثم استقم)، وهذا المعنى يصوِّره القرآن في وصف حياة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: {قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ** [الأنعام: 162،163].
وأمَّا الجواب في هذه الوصية والجزاء المترتب على حفظ الله -جلَّ وعلا-؛ فهو أن الله -جلَّ وعلا- يحفظ من حفظ أوامره، ومن وقف عند حدوده، وراعى حقوقه، فمن استقام على طاعة الله، وكان ليله ونهاره، سره وجهره مع الله وبالله؛ فإن الله -جلَّ وعلا- يحفظه سواءٌ كانت أمة أو مجتمع أو فرد.
ومن أنواع الحفظ:
1- حفظٌ في أمور الدنيا، فيحفظك الله في:نفسك، كما قال الله -جلَّ وعلا-:
{لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللّهِ** [الرعد: 11]، وفي ولدك في حال حياتك ومن بعد موتك، ولهذا قال الله -جلَّ وعلا- في قصة الخضر: {وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا** [الكهف: 82].
حفظٌ يشمل حتى ما يتعلَّق بقوى الإنسان في هذه الحياة، فمن حفظ الله في صباه؛ حفظ الله له قوته من سمع وبصر وقوة بدن عند اشتداد حاجته إليها في الكِبَر.
2- حفظ في الدِّين؛ لأنَّ أغلى ما عند الإنسان هو إيمانه وعقيدته، فيحفظه الله من الشبهات في العقائد التي ترد على العقول، فلولا تثبيت الله؛ لكان الإنسان يركن إليها أو يفتتن بها.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لعبدالله بن عباس -رضي الله عنهما-: (يا غلام إنِّي أعلمك كلمات: إحفظ الله يحفظك، إحفظ الله تجده تجاهك...)
هذه وصية عظيمة تضمنت أصول التوحيد وأصول العقيدة، وتضمنت أسباب الفلاح والرشد، وهي قاعدة للأمة، متى سارت في تحقيق مضامينها؛ سَعُدَت في الدارين، وحصل لها الحياة الطيبة في هذه الدار وفي الآخرة.
(إحفظ الله يحفظك) قاعدة متينة، وهي عند أهل اللغة تعدُّ شرط وجزاء، فالشرط هو الأمر بحفظ الله -جلَّ وعلا-، وحفظ الله يتعلق به عدة أمور:
** الاستقامة على التوحيد الذي جاء به النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - صافيًا سليمًا من شوائب الشرك صغيرها وكبيرها ومن شوائب البدع التي تخالف الكتاب ومنهج السنة.
** الوقوف عند حدوده التي حدَّها لخلقه في كتابه والتي رسمها رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لأمته في سُنَّته.
** أن يطاع الله، وأن يطاع رسوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في جانب الأمر، وأن يُنْتَهى ويُزْدَجر في جانب النهي.
ولهذا فإنَّ هذه الوصية مستقاة من مشكاة الكتاب في قوله -جلَّ وعلا-: {وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ * مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَن بِالْغَيْبِ وَجَاء بِقَلْبٍ مُّنِيبٍ** [ق: 32،33].
وموصى بها في السنة، يقول النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فيما صحَّ عنه: (الاستحياء من الله حق الحياء: أن تحفظ الرأس وما وعى، وأن تحفظ البطن وما حوى).
وقال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: (قل آمنت بالله، ثم استقم)، وهذا المعنى يصوِّره القرآن في وصف حياة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: {قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ** [الأنعام: 162،163].
وأمَّا الجواب في هذه الوصية والجزاء المترتب على حفظ الله -جلَّ وعلا-؛ فهو أن الله -جلَّ وعلا- يحفظ من حفظ أوامره، ومن وقف عند حدوده، وراعى حقوقه، فمن استقام على طاعة الله، وكان ليله ونهاره، سره وجهره مع الله وبالله؛ فإن الله -جلَّ وعلا- يحفظه سواءٌ كانت أمة أو مجتمع أو فرد.
ومن أنواع الحفظ:
1- حفظٌ في أمور الدنيا، فيحفظك الله في:نفسك، كما قال الله -جلَّ وعلا-:
{لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللّهِ** [الرعد: 11]، وفي ولدك في حال حياتك ومن بعد موتك، ولهذا قال الله -جلَّ وعلا- في قصة الخضر: {وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا** [الكهف: 82].
حفظٌ يشمل حتى ما يتعلَّق بقوى الإنسان في هذه الحياة، فمن حفظ الله في صباه؛ حفظ الله له قوته من سمع وبصر وقوة بدن عند اشتداد حاجته إليها في الكِبَر.
2- حفظ في الدِّين؛ لأنَّ أغلى ما عند الإنسان هو إيمانه وعقيدته، فيحفظه الله من الشبهات في العقائد التي ترد على العقول، فلولا تثبيت الله؛ لكان الإنسان يركن إليها أو يفتتن بها.