هبـة الرحمن
عضو مميز
سنعود
عبد الكريم الكرمي (أبو سلمى)
1- خلعْتُ على ملاعبِها شَبابي *** وأحلامي على خُضرِ الرَّوابي
2- ولي في الغوطتينِ هوىً قديمٌ *** تغلغلَ في أمانيَّ العِذابِ
3- أتنكرُني دمشقُ وكانَ عهدِي *** بها ألا تلوِّح بالسَّرابِ
4- أتنكرني وفي قلبي سَنــاها *** وأعرافُ العروبةِ في إهابي
5- فلسطينُ الحبيبةُ كيف أحيا *** بعيداً عن سهولكِ والهضابِ
6- تناديني السُّفوحُ مُخضَّباتٍ *** وفي الآفاقِ آثارُ الهضابِ
7- تناديني الجداولُ شارداتٍ *** تسيرُ غريبةً دون اغترابِ
8- ويسألُني الرّفاقُ ألا لقاءٌ *** وهل من عودةٍ بعد الغيابِ؟
9- غداً سنعودُ والأجيالُ تصغي *** إلى وقعِ الخُطا عند الإيابِ
10- مع الأملِ المجنَّحِ والأغاني *** مع النسرِ المحلِّقِ والعقابِ
11- مع الفجرِ الضَّحوكِ على الصَّحارى *** نعودُ مع الصَّباحِ على العُبابِ
12- مع الرَّاياتِ داميةَ الحـواشي *** على وهْجِ الأسنَّةِ والحرابِ
أولاً = فكرة قصيدة ( سنعود ) :
هنا عاش الشاعر في دمشق قلب العروبة النابض، والتي غمرته بحبها وحنانها وعروبتها وأصالتها، فبادلها حباً بحب، وقطع على نفسه عهداً ألاَّ ينساها ولا يخونها، وكيف وهي البلد الذي لا ينسى العرب والعروبة في سرَّائهم وضرَّائهم، ويمنح لكل من حل بربوعه كأس الحب مترعاً، وكأس العروبة مليئاً بالأخوة والصداقة والمودة التي لا تنقطع؟!!
وينادي الشاعر وطنه الحبيب فلسطين بلهفة الملتاع المشتاق لأرضه الخصبة بجباله ووديانه وأنهاره التي لوَّنها العدو الحاقد بلونٍ أحمر، هو لون الشهداء والأبرياء ضحايا الاستعمار الحاقد.
وينطلق السؤال المر من أصحابه عن العودة لتلك الديار الطيبة، ويؤكد لهم بلسان الواثق المؤمن بعدالة قضيته من أن العودة قريبة، ومن أن الاستعمار الصهيوني الحاقد سيولِّي إلى غير رجعةٍ.
أهم ما يميز القصيدة هو الوفاء للأرض الطيبة دمشق، والحنين للأرض الخصبة مسقط رأسه فلسطين، والأمل الكبير بقرب العودة مهما تشاءم المتشائمون من استحالة ذلك.
ثانياً = شرح أبيات قصيدة ( سنعود ) :
1- خلعْتُ على ملاعبِها شَبابي *** وأحلامي على خُضرِ الرَّوابي
قضيت أجمل أيام شبابي وصباي في مراتع دمشق الخضراء وملاعبها الرحبة، وهناك نبتت وازدهرت أحلامي الخصبة على تلالها المزدانة بخضار الطبيعة.
2- ولي في الغوطتينِ هوىً قديمٌ *** تغلغلَ في أمانيَّ العِذابِ
وفي غوطتي دمشق عشت من الأزمان البعيدة فيها أيام الحب والهوى، ذلك الهوى الذي امتدَّ وانتشر في أمنياتي العذبة التي ظلت تخفق في قلبي ووجداني.
3- أتنكرُني دمشقُ وكانَ عهدِي *** بها ألا تلوِّح بالسَّرابِ
من المستحيل أن تنكرني أو تهجرني دمشق، لأنني أعهدها منذ أن سكنت بها ألا تمنح السراب الكاذب لكل من قطن في ربوعها الوفية !!
4- أتنكرني وفي قلبي سَنــاها *** وأعرافُ العروبةِ في إهابي
أؤكد لكم من المستحيل أن تنكرني دمشق لأن نورها الأبدي تشرَّبه قلبي وظلَّ في وجداني، وقد سقتني العروبة حتى ارتوى جسدي وجِلدي بها، فمن كانت هذه صفاتها فلا يمكن أن تنكرني.
5- فلسطينُ الحبيبةُ كيف أحيا *** بعيداً عن
باقي الشرح في المرفقات
تحياتي لكم
المرفقات
التعديل الأخير: