هبـة الرحمن
عضو مميز
قصة كتبها شخص يعاني من صعوبات التعلم
[shr71=http://forum.nooor.com/imgcache/131235.imgcache.jpg]null[/shr71]
حكاية كارل أولر
ضابط في الشرطة
يعتبر كارل أولر ان والديه هما السبب الحقيقي وراء نجاحه وسعادته. فبالرغم من الصعوبات التي كان يواجها في الدراسة بسبب الديسليكسيا التي يعاني منها، لم يفقد والديه الأمل في نجاحه بل على العكس كانا يشجعانه ويعبران عن افتخارهما به حتى عندما لم يكن يحقق نتائج جيدة. لم تكن تربيته سهلة فقد كان يتحرك باستمرار ويترك سريره لينام في درج الخزانة أو صندوق الرمل وكان الوقت الوحيد الذي كان يشعر فيه كارل بالهدوء هو أثناء ممارسة هواية صيد السمك مع والده وبعيدا عن الناس. لم تكن مرحلة المدرسة سهلة فقلما كان كارل يقوم بواجبه المنزلي وكان يترك كتبه وأوراقه في المدرسة. ومع كل ذلك فقد كان والداه يطلبان من معلميه تحمله ومحاولة فهمه.
تم تشخيص كارل عندما كان في الصف الثاني الابتدائي. أظهر التشخيص بأن لدى كيب صعوبة في القراءة والكتابة واضطراب الانتباه وقلة التركيز. عندها بدا كارل بتجربة طرق كثيرة لتحسين تركيزه ومهارات التنظيم لديه. لم يجدي معه تناول دواء الريتالين أو إتباع نظام غذائي معين بينما ساعدته الرياضة وخاصة السباحة على تحسين تصرفاته قليلا. خلال معظم المرحلة الثانوية كان على كارل أخذ دواء يدعى نوربرامين يوميا ولكنه توقف عن تناوله عندما شعر بأنه أصبح قادرا على التأقلم والعيش مع اضطراب الانتباه وقلة التركيز وحتى أن يستعمل هذا الاضطراب لمصلحته
بالرغم من محاولات والدي كيب في مساعدة ابنهما في الدراسة، لم تكون المدرسة العامة مناسبة له فقد كان عليه أن يمضي بعض من الوقت في غرفة المصادر والتي كان يسميها الطلاب "غرفة المعاقين" والتي كانت " كما يصفها كيب "مخزن" للطلاب المرضى والمعاقين حركيا والطلاب ذوو صعوبات التعلم والمصابين بالتوحد من غير مراعاة حاجات هؤلاء الطلاب التعليمية الفردية.
ولهذا وبمشورة أحد الأخصائيين في التعليم تم إلحاق كيب بالمدرسة الداخلية "لاند مارك" وهي مدرسة تعنى بالطلاب ذوو الصعوبات اللغوية. لم يكن إرسال كيب إلى مكان بعيد سهلا على والديه كما أن كيب كان قد فقد الأمل بالنجاح. وبالرغم من ذلك يقول كيب: "كان إرسالي إلى تلك المدرسة عمل يدل على المحبة العظيمة التي يكنها لي والدي ولقد كانت المدرسة تجربة عظيمة",
استطاعت المدرسة تعويض كيب ما فاته من التعليم وعلمته المهارات الدراسية مثل التنظيم وطرق الدراسة والخطوات التي يجب أخدها لإتمام العمل. كان المدرسون جديون في عملهم ولكنهم كانوا أيضا يستمتعون بعملهم. يقول كيب عنهم: "استطاع المدرسون جعل عملية التعلم عملية ممتعة وكنت اعتبرهم أصدقاء أكثر من كونهم معلمون وكنت اطلب مساعدتهم ونصيحتهم فقد كانوا أشخاص رائعين".
عند التخرج من المدرسة كان كيب مستعد للالتحاق بالكلية وبمساعدة المرشدين التربويين في لاند مارك اختار كلية صغيرة في هامشير لديها مركز مصادر جيد للطلاب ذوو صعوبات التعلم. أخذ كيب بعض الوقت ليتعود على الدراسة في الكلية ولكنه استطاع بعدها ان يخفف اعتماده على مركز المصادر والدروس الخصوصية وان يعتمد على نفسه ويحصل على علامات جيدة وحتى ممتازة. يقول كيب: "بمساعدة المهارات الدراسية التي تعلمتها أصبحت تلميذا ممتازا وهذا يؤكد ما كان يقوله والدي لي دائما بأني شخص ذكي ولكن علي أن أتعلم بطريقة مختلفة عن الآخرين".
وبسبب ما تعلمه كيب في المدرسة الداخلية، قرر أن يكون تخصصه الجامعي في التعليم. ونتيجة للثقة بالنفس التي اكتسبها, أصبح قادرا على التواصل الاجتماعي الناجح مع الآخرين في الكلية وان يأخذ مراكز قيادية في حرم الجامعة وان يعمل بدوام جزئي كحارس لكسب بعض المال. ولكن الأهم من ذلك كما يقول هو كان لقاء فتاة مليئة بالحيوية تدعى ميجان أصبحت زوجته فيما بعد. شعر كبت بالقلق عندما لم يحالفه الحظ بإيجاد عمل بدوام كامل في التدريس ولكن تحسنت الأمور عندما أقنعه صديق له بدراسة ثم العمل كتقني طبي في سيارات الاسعاف. فاجئ كيب نفسه بالنتائج الجيدة التي حصل عليها في الامتحان ثم بالعمل في هذا المجال.
يقول عندما انتقل الزوجان إلى كولورادو عمل كيب كموظف حماية يساعد الشرطة في القبض على النشالين وفض المشاجرات والتعامل مع العصابات حتى اقترح عليه ضابط في الشرطة بان ينضم إلى سلك الشرطة. وكنتيجة للعمل الشاق الذي قام به في المدرسة الداخلية، نجح كيب بسهولة في امتحان الرياضيات والكتابة والقراءة ولم يكن غريبا عليه أن يتفوق في امتحان اللياقة البدنية. شعر كيب بالفرح والإثارة عندما عين ضابط في الشرطة. أحب كيب عمله المليء بالتحدي وهو يقول: "كان علي أن أتعامل مع الناس في أسوء اللحظات في حياتهم". ولكن بشئ من الفكاهة استطاع أن يهدئ الأمور وأن يقنع المتشاجرين بعدم اللجوء إلى العنف.
يقول كيب:"أنه لمن المضحك ان يساعدني اضطراب الانتباه وقلة التركيز بأن أكون ضابط شرطة ومنقذ جيد لأنني أنتبه إلى أشياء لا ينتبه لها أو يسمعها أكثر الناس. إنها هبة حقيقية". يستطيع كيب أن يراقب كل ما يجري في الشارع بينما هو في السيارة يتحدث إلى زميله ويستمع إلى المذياع والى إذاعة الشرطة والى قناة ألمطافي. ومع أنه كان أيام الدراسة مندفع ويمكن أن يتشتت انتباه بسهولة تجد ملاحظته حادة كأشعة الليزر وشدة تركيزه عالية جدا أثناء العمل.
لا يعتبر كيب نفسه متهورا ولكن الإثارة التي تنتج عن المواقف التي تتطلب أخذ قرارات مصيرية كالحياة والموت تجعل عقله يركز على الهدف وسرعته الجسدية والذهنية تساعده على أخذ القرارات بسرعة بدون أن يعرض حياة الناس للخطر. من المحتمل أن يكون اضطراب الانتباه وقلة التركيز وراء مقدرته على تقدير احتمالات المجازفة بشكل أسرع من الآخرين على حد قوله.
ما زال كيب يعاني بسبب عدم استطاعته أن يكون منظما دائما ولكن في العمل, على حد قوله, يستطيع متابعة المعلومات المهمة. يقول كيب: "علي أن أضغط على نفسي لأنه لا مكان لقلة التنظيم في عمل الشرطة". يتطلب عمل كيب كتابة تقارير فقط وكذلك عمل ميداني في ساحة الجريمة مثل البحث باستعمال المكبر عن الأدلة الصغيرة مثل نقاط دم وبقايا شعر على الأرض أو السجاد ومن ثم ترقيمهم وعمل قائمة بها. لقد لوحظ عمل كيب الجاد وتمت ترقيته إلى رتبة محقق وأصبح مساعد قائد فرقة بولدر للطوارئ.
لم يستطع كيب التخلص من الأشياء الكثيرة الغير ضرورية مثل العلب المليئة بالأقلام والساعات وسكاكين الجيب وأدوات أخرى لأنه قد يحتاج إليها يوما ما, على حد قوله. أستطاع كيب أن يفصل بين البيت وبين العمل فبينما يعمل بجد وتركيز شديد في العمل يكون على سجيته في البيت. لم يكن كيب يتخيل أبدا وهو صغير أنه من الممكن أن يكون غير منظم في البيت وفي نفس الوقت شديد التنظيم في العمل. يقول كيب: "يجب أن لا تسمح لاضطراب الانتباه وقلة التركيز أن يعيقك عن العمل في أي مجال تريد بل على العكس تستطيع أن توظفه لصالحك وتنجح بالمجال الذي اخترت العمل به".
[shr71=http://forum.nooor.com/imgcache/131235.imgcache.jpg]null[/shr71]
حكاية كارل أولر
ضابط في الشرطة
يعتبر كارل أولر ان والديه هما السبب الحقيقي وراء نجاحه وسعادته. فبالرغم من الصعوبات التي كان يواجها في الدراسة بسبب الديسليكسيا التي يعاني منها، لم يفقد والديه الأمل في نجاحه بل على العكس كانا يشجعانه ويعبران عن افتخارهما به حتى عندما لم يكن يحقق نتائج جيدة. لم تكن تربيته سهلة فقد كان يتحرك باستمرار ويترك سريره لينام في درج الخزانة أو صندوق الرمل وكان الوقت الوحيد الذي كان يشعر فيه كارل بالهدوء هو أثناء ممارسة هواية صيد السمك مع والده وبعيدا عن الناس. لم تكن مرحلة المدرسة سهلة فقلما كان كارل يقوم بواجبه المنزلي وكان يترك كتبه وأوراقه في المدرسة. ومع كل ذلك فقد كان والداه يطلبان من معلميه تحمله ومحاولة فهمه.
تم تشخيص كارل عندما كان في الصف الثاني الابتدائي. أظهر التشخيص بأن لدى كيب صعوبة في القراءة والكتابة واضطراب الانتباه وقلة التركيز. عندها بدا كارل بتجربة طرق كثيرة لتحسين تركيزه ومهارات التنظيم لديه. لم يجدي معه تناول دواء الريتالين أو إتباع نظام غذائي معين بينما ساعدته الرياضة وخاصة السباحة على تحسين تصرفاته قليلا. خلال معظم المرحلة الثانوية كان على كارل أخذ دواء يدعى نوربرامين يوميا ولكنه توقف عن تناوله عندما شعر بأنه أصبح قادرا على التأقلم والعيش مع اضطراب الانتباه وقلة التركيز وحتى أن يستعمل هذا الاضطراب لمصلحته
بالرغم من محاولات والدي كيب في مساعدة ابنهما في الدراسة، لم تكون المدرسة العامة مناسبة له فقد كان عليه أن يمضي بعض من الوقت في غرفة المصادر والتي كان يسميها الطلاب "غرفة المعاقين" والتي كانت " كما يصفها كيب "مخزن" للطلاب المرضى والمعاقين حركيا والطلاب ذوو صعوبات التعلم والمصابين بالتوحد من غير مراعاة حاجات هؤلاء الطلاب التعليمية الفردية.
ولهذا وبمشورة أحد الأخصائيين في التعليم تم إلحاق كيب بالمدرسة الداخلية "لاند مارك" وهي مدرسة تعنى بالطلاب ذوو الصعوبات اللغوية. لم يكن إرسال كيب إلى مكان بعيد سهلا على والديه كما أن كيب كان قد فقد الأمل بالنجاح. وبالرغم من ذلك يقول كيب: "كان إرسالي إلى تلك المدرسة عمل يدل على المحبة العظيمة التي يكنها لي والدي ولقد كانت المدرسة تجربة عظيمة",
استطاعت المدرسة تعويض كيب ما فاته من التعليم وعلمته المهارات الدراسية مثل التنظيم وطرق الدراسة والخطوات التي يجب أخدها لإتمام العمل. كان المدرسون جديون في عملهم ولكنهم كانوا أيضا يستمتعون بعملهم. يقول كيب عنهم: "استطاع المدرسون جعل عملية التعلم عملية ممتعة وكنت اعتبرهم أصدقاء أكثر من كونهم معلمون وكنت اطلب مساعدتهم ونصيحتهم فقد كانوا أشخاص رائعين".
عند التخرج من المدرسة كان كيب مستعد للالتحاق بالكلية وبمساعدة المرشدين التربويين في لاند مارك اختار كلية صغيرة في هامشير لديها مركز مصادر جيد للطلاب ذوو صعوبات التعلم. أخذ كيب بعض الوقت ليتعود على الدراسة في الكلية ولكنه استطاع بعدها ان يخفف اعتماده على مركز المصادر والدروس الخصوصية وان يعتمد على نفسه ويحصل على علامات جيدة وحتى ممتازة. يقول كيب: "بمساعدة المهارات الدراسية التي تعلمتها أصبحت تلميذا ممتازا وهذا يؤكد ما كان يقوله والدي لي دائما بأني شخص ذكي ولكن علي أن أتعلم بطريقة مختلفة عن الآخرين".
وبسبب ما تعلمه كيب في المدرسة الداخلية، قرر أن يكون تخصصه الجامعي في التعليم. ونتيجة للثقة بالنفس التي اكتسبها, أصبح قادرا على التواصل الاجتماعي الناجح مع الآخرين في الكلية وان يأخذ مراكز قيادية في حرم الجامعة وان يعمل بدوام جزئي كحارس لكسب بعض المال. ولكن الأهم من ذلك كما يقول هو كان لقاء فتاة مليئة بالحيوية تدعى ميجان أصبحت زوجته فيما بعد. شعر كبت بالقلق عندما لم يحالفه الحظ بإيجاد عمل بدوام كامل في التدريس ولكن تحسنت الأمور عندما أقنعه صديق له بدراسة ثم العمل كتقني طبي في سيارات الاسعاف. فاجئ كيب نفسه بالنتائج الجيدة التي حصل عليها في الامتحان ثم بالعمل في هذا المجال.
يقول عندما انتقل الزوجان إلى كولورادو عمل كيب كموظف حماية يساعد الشرطة في القبض على النشالين وفض المشاجرات والتعامل مع العصابات حتى اقترح عليه ضابط في الشرطة بان ينضم إلى سلك الشرطة. وكنتيجة للعمل الشاق الذي قام به في المدرسة الداخلية، نجح كيب بسهولة في امتحان الرياضيات والكتابة والقراءة ولم يكن غريبا عليه أن يتفوق في امتحان اللياقة البدنية. شعر كيب بالفرح والإثارة عندما عين ضابط في الشرطة. أحب كيب عمله المليء بالتحدي وهو يقول: "كان علي أن أتعامل مع الناس في أسوء اللحظات في حياتهم". ولكن بشئ من الفكاهة استطاع أن يهدئ الأمور وأن يقنع المتشاجرين بعدم اللجوء إلى العنف.
يقول كيب:"أنه لمن المضحك ان يساعدني اضطراب الانتباه وقلة التركيز بأن أكون ضابط شرطة ومنقذ جيد لأنني أنتبه إلى أشياء لا ينتبه لها أو يسمعها أكثر الناس. إنها هبة حقيقية". يستطيع كيب أن يراقب كل ما يجري في الشارع بينما هو في السيارة يتحدث إلى زميله ويستمع إلى المذياع والى إذاعة الشرطة والى قناة ألمطافي. ومع أنه كان أيام الدراسة مندفع ويمكن أن يتشتت انتباه بسهولة تجد ملاحظته حادة كأشعة الليزر وشدة تركيزه عالية جدا أثناء العمل.
لا يعتبر كيب نفسه متهورا ولكن الإثارة التي تنتج عن المواقف التي تتطلب أخذ قرارات مصيرية كالحياة والموت تجعل عقله يركز على الهدف وسرعته الجسدية والذهنية تساعده على أخذ القرارات بسرعة بدون أن يعرض حياة الناس للخطر. من المحتمل أن يكون اضطراب الانتباه وقلة التركيز وراء مقدرته على تقدير احتمالات المجازفة بشكل أسرع من الآخرين على حد قوله.
ما زال كيب يعاني بسبب عدم استطاعته أن يكون منظما دائما ولكن في العمل, على حد قوله, يستطيع متابعة المعلومات المهمة. يقول كيب: "علي أن أضغط على نفسي لأنه لا مكان لقلة التنظيم في عمل الشرطة". يتطلب عمل كيب كتابة تقارير فقط وكذلك عمل ميداني في ساحة الجريمة مثل البحث باستعمال المكبر عن الأدلة الصغيرة مثل نقاط دم وبقايا شعر على الأرض أو السجاد ومن ثم ترقيمهم وعمل قائمة بها. لقد لوحظ عمل كيب الجاد وتمت ترقيته إلى رتبة محقق وأصبح مساعد قائد فرقة بولدر للطوارئ.
لم يستطع كيب التخلص من الأشياء الكثيرة الغير ضرورية مثل العلب المليئة بالأقلام والساعات وسكاكين الجيب وأدوات أخرى لأنه قد يحتاج إليها يوما ما, على حد قوله. أستطاع كيب أن يفصل بين البيت وبين العمل فبينما يعمل بجد وتركيز شديد في العمل يكون على سجيته في البيت. لم يكن كيب يتخيل أبدا وهو صغير أنه من الممكن أن يكون غير منظم في البيت وفي نفس الوقت شديد التنظيم في العمل. يقول كيب: "يجب أن لا تسمح لاضطراب الانتباه وقلة التركيز أن يعيقك عن العمل في أي مجال تريد بل على العكس تستطيع أن توظفه لصالحك وتنجح بالمجال الذي اخترت العمل به".