فرحة الاردن
الادارة العامة
فلسفة الوطن والمواطنة
أبدأ هذا البحث بعون الله تعالى :
أولاً : مفهوم الوطن والمواطنة :
الوطن :
هو عبارة عن المكان الجغرافي المحدد , الذي يرتبط فيه عدد من الأفراد ( الشعب ) ارتباطا تاريخيا طويلا , فتنشأ بينهم هوية اقتصادية وثقافية وسياسية مشتركة .
وجاء في لسان العرب :
الوَطَنُ: المَنْزِلُ تقيم به، وهو مَوْطِنُ الإنسان ومحله ؛ والجمع أَوْطان .
وقد تطور هذا المفهوم من الناحية الاقتصادية والسياسية والجغرافية
فأصبح يسمى بالدولة .
والوطن كمفهوم اجتماعي مرتبط بوجود الكائن البشري الإنساني عليه كمواطن , إذ لا وطن من غير مواطن . ومن هنا نشأ :
مفهوم المواطنة :
المواطنة : هي الحق السياسي والاقتصادي والاجتماعي للفرد الذي ينتمي للوطن بصرف النظر عن عرقه ودينه ومذهبه ولونه واتجاهاته وانتماءاته الخاصة ضمن هذا الوطن . .
وتهدف المواطنة في سياق حركة المجتمع وتحولاته ، إلى تحقيق التفاعل الايجابي المشترك بين جميع الأفراد والجماعات بغية حماية الوطن والدفاع عنه وبناء علاقات تبادلية وتعاونية ونفعية مشتركة تكفل حرية العيش المشترك للجميع ضمن أنظمة وقوانين تحقق العدالة للجميع في الحقوق والواجبات والمسؤوليات .
ثانياً : مفهوم الوطن والمواطنة في القرآن الكريم :
ثانياً : الوطن والمواطنة في القرآن الكريم :1.
قال تعالى : (( فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولاً )) ( الإسراء : 5 ) .
• دلالة أن معصية الله تعالى تؤدي إلى الفساد في الأرض , وهذا ما حصل مع بني إسرائيل عندما قتلوا الأنبياء ( عيسى ويحيى عليهما السلام ) فكان جزاؤهم أن سلط عليهم عباد أقوياء يقتلونهم في عقر ديارهم ( وطنهم ) وهذا من أشد العذاب .
• الديار ( الوطن ) هي مصدر الأمان للناس , فأمنهم من أمن الوطن فإذا فيجب المحافظة على أمن الوطن بتقوى الله وطاعته .
2. قوله تعالى : (( وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ )) (الحشر : 9) .
• سكان الوطن إذا تحالفوا مع بعضهم على الحق يصبح الوطن واحد لكلا المتحالفين وإن كانا من منطقتين متباعدتين ,كما حصل مع الأنصار أهل المدينة والمهاجرين أهل مكة عندما هاجروا إليهم وجمعتهم العقيدة الإسلامية .
• وهذا دلالة على أن الوحدة الدينية تعزز الوحدة الوطنية في القرآن الكريم , غير أن هذا لا يعني عدم التعايش مع من هم على غير الدين إذا وجدوا لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم عقد اتفاقاً على التعايش المشترك مع اليهود في المدينة إلا أنهم أخلوا فيه مما أدى إلى إجلائهم عن ديارهم لأنهم أصبحوا مصدر دمار وخراب .
3. وقال تعالى:" َفخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ" (القصص : 81) .
• دلالة أن أشد العذاب في الحياة الدنيا هو تدمير الديار ( الوطن ) , وهكذا فعل الله تعالى بقارون عندما تكبر على قومه فخسف الله به وبماله .
4. وقال تعالى " لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ" (الممتحنة : • البر والإحسان والموادعة والقسط للمشركين يكون بسببين :
1) عدم محاربة المؤمن في دينه .
2) عدم قتال المؤمن لإخراجه من دياره ( وطنه ) أو التحريض على ذلك كما ورد في الآية التي تلي هذه الآية من نفس السورة .
• علاقات المسلمين مع الآخرين في القرآن الكريم مبنية على موقف هؤلاء الآخرين من دينهم وارتباطهم بديارهم ( أوطانهم ) .
5. قال تعالى : وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضاً لَّمْ تَطَؤُوهَا ) الأحزاب : 27).
• نزلت في خيبر وهي دلالة على أن أهم مغنم للمسلمين من الذين يحاربونهم ويعتدوا عليهم هو أن يورثهم الهْ تعالى أرضهم وديارهم ( أوطانهم ) وأموالهم
6. قال تعالى "وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لاَ تَسْفِكُونَ دِمَاءكُمْ وَلاَ تُخْرِجُونَ أَنفُسَكُم مِّن دِيَارِكُمْ" (البقرة : 84).
• لقد جعل القرآن الكريم الإخراج من الوطن (الديار) مثل القتل سواء بسواء
• عهد الناس مع الهَ تعالى أن لا يتعايشوا بأمان دون قتل أو تهجير .
المواطنة في السنة النبوية المطهرة
• دستور المدينة الذي أرساه النبي صلى الله عليه وسلم , بين المسلمين ويهود المدينة يشكل المفهوم الحقيقي للمواطنة في السنة النبوية المطهرة على أساس الحقوق والواجبات المشتركة مع مراعاة الخصوصيات الدينية لكل جماعة .
• ومما جاء في دستور المدينة (وإن عليهم النصر على من دهم يثرب) وهذا تأكيد على أن جميع المواطنين على اختلاف أديانهم المشاركة في الدفاع عن الوطن .
• ومما جاء في دستور المدينة (وإن بينهم النصر على من حارب أهل هذه الصحيفة)، وهذا تأكيد على وجوب احترام الدستور من قبل الجميع .
• ومما جاء في دستور المدينة (إن اليهود ينفقون مع المؤمنين ماداموا محاربين) وهذا تأكيد على وجوب الإنفاق من قبل جميع المواطنين من أجل حماية المجتمع إذا تعدى أحد على الوطن .
• عدم اتخاذ ديار الكفر وطناً دائماً للمسلم عن جرير بن عبد الله أن رسول الله قال: "أنا برئ ممن يقيم بين أظهر المشركين ، قالوا يا رسول الله : ولم؟ قال: لا تتراءى نارهما”.
• الهجرة من الوطن لا تكون إلا لضرورة : عن عطاء بن أبى رباح قال : (( زرت عائشة مع عبيد الله بن عمير فسألتها عن الهجرة قالت : ”لا هجرة اليوم ، إنما كانت الهجرة إلى الله ورسوله وكان المؤمنون يفرون بدينهم إلى رسول من أن يفتنوا ، أما وقد أفشى الله الإسلام فحيثما شاء رجلٌ عَبَد ربه ، ولكن جهاد ونية )) رواه البخاري
• حددت السنة النبوية المطهرة حق المواطن وواجباته في المجتمع وإليكم هذا الحديث القدسي الذي سأعرضه بالتحليل : عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فيما يرويه عن ربه عز وجل أنه قال
1- تحريم الظلم بين المواطنين ( يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا )
2- وجوب طلب الهداية والحاجات الضرورية للحيات من الله تعالى ( يا عبادي ، كلكم ضال إلا من هديته ، فاستهدوني أهدكم ، يا عبادي كلكم جائع إلا من أطعمته ، فاستطعموني أطعمكم ، يا عبادي كلكم عار إلا من كسوته ، فاستكسوني أكسكم )
3- وجوب عودة الجميع إلى الله تعالى والالتزام بنهجه ( يا عبادي ، إنكم تخطئون بالليل والنهار ، وأنا أغفر الذنوب جميعا ، فاستغفروني أغفر لكم ، يا عبادي ، إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني ، ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني ، يا عبادي ، لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئا ، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد ما نقص ذلك من ملكي شيئا ، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل إنسان مسألته ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر )
4- وجوب الصلاح الاجتماعي ( يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها ، فمن وجد خيرا فليحمد الله ، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه ) (أخرجه مسلم ) .
• عدم تعدي المواطنين على بعضهم : عن أنس بن مالك رضي الله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من آذى مسلماً فقد آذاني ، ومن آذاني فقد آذى الله ) : أخرجه الطبراني )
• العدل والمساواة بين المواطنين على اختلاف دياناتهم : عن جابر رضي الله عنه ( من آذى ذمياً فأنا خصمه ، ومن كنت خصمه خصمته ) : أخرجه الخطيب وابن الجوزي
• وجوب احترام المعاهدين في المجتمع : ( من قتل معاهداً في غير كنهه - بغير حق - حرم الله عليه الجنة ( ( من قتل معاهداً لم يرح رائحة الجنة ، وإن ريحها ليوجد من مسيرة أربعين عاماً ) ، وحديث : ( من قتل نفساً معاهدة بغير حلها ، حرم الله عليه الجنة : أن يشم ريحها ) كلها وردت في ( صحيح الجامع الصغير ) للشيخ الألباني
• التفضيل بين الناس في المجتمع يكون بحسب التقوى عن ابن عمر رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب الناس يوم فتح مكة فقال: يا أيها الناس إن الله قد أذهب عنكم عبية الجاهلية وتعاظمها بآبائها فالناس رجلان بر تقي كريم على الله، وفاجر شقي هين على الله، والناس بنو آدم وخلق الله آدم من تراب قال الله: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ. رواه الترمذي , وأمر التفضيل عائد لله وليس لأحد من البشر لقوله تعالى : ( فَلا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى) النجم 32
• عدم التعدي على الآخرين : روى البخاري في صحيحه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( والله لا يؤمن ، والله لا يؤمن ، والله لا يؤمن ) ، قيل : "ومن يا رسول الله ؟ " ، قال : ( الذي لا يأمن جاره بوائقه ) ، أي لا يسلم من شره وأذاه .
• وجوب المحبة بين المواطنين : عن أنس بن مالك رضي الله عنه خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ) ، رواه البخاري و مسلم .
• التعاون بين المواطنين قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ما آمن بي من بات شبعان وجاره جائع إلى جنبه وهو يعلم به ". صححه الألباني
أبدأ هذا البحث بعون الله تعالى :
أولاً : مفهوم الوطن والمواطنة :
الوطن :
هو عبارة عن المكان الجغرافي المحدد , الذي يرتبط فيه عدد من الأفراد ( الشعب ) ارتباطا تاريخيا طويلا , فتنشأ بينهم هوية اقتصادية وثقافية وسياسية مشتركة .
وجاء في لسان العرب :
الوَطَنُ: المَنْزِلُ تقيم به، وهو مَوْطِنُ الإنسان ومحله ؛ والجمع أَوْطان .
وقد تطور هذا المفهوم من الناحية الاقتصادية والسياسية والجغرافية
فأصبح يسمى بالدولة .
والوطن كمفهوم اجتماعي مرتبط بوجود الكائن البشري الإنساني عليه كمواطن , إذ لا وطن من غير مواطن . ومن هنا نشأ :
مفهوم المواطنة :
المواطنة : هي الحق السياسي والاقتصادي والاجتماعي للفرد الذي ينتمي للوطن بصرف النظر عن عرقه ودينه ومذهبه ولونه واتجاهاته وانتماءاته الخاصة ضمن هذا الوطن . .
وتهدف المواطنة في سياق حركة المجتمع وتحولاته ، إلى تحقيق التفاعل الايجابي المشترك بين جميع الأفراد والجماعات بغية حماية الوطن والدفاع عنه وبناء علاقات تبادلية وتعاونية ونفعية مشتركة تكفل حرية العيش المشترك للجميع ضمن أنظمة وقوانين تحقق العدالة للجميع في الحقوق والواجبات والمسؤوليات .
ثانياً : مفهوم الوطن والمواطنة في القرآن الكريم :
ثانياً : الوطن والمواطنة في القرآن الكريم :1.
قال تعالى : (( فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولاً )) ( الإسراء : 5 ) .
• دلالة أن معصية الله تعالى تؤدي إلى الفساد في الأرض , وهذا ما حصل مع بني إسرائيل عندما قتلوا الأنبياء ( عيسى ويحيى عليهما السلام ) فكان جزاؤهم أن سلط عليهم عباد أقوياء يقتلونهم في عقر ديارهم ( وطنهم ) وهذا من أشد العذاب .
• الديار ( الوطن ) هي مصدر الأمان للناس , فأمنهم من أمن الوطن فإذا فيجب المحافظة على أمن الوطن بتقوى الله وطاعته .
2. قوله تعالى : (( وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ )) (الحشر : 9) .
• سكان الوطن إذا تحالفوا مع بعضهم على الحق يصبح الوطن واحد لكلا المتحالفين وإن كانا من منطقتين متباعدتين ,كما حصل مع الأنصار أهل المدينة والمهاجرين أهل مكة عندما هاجروا إليهم وجمعتهم العقيدة الإسلامية .
• وهذا دلالة على أن الوحدة الدينية تعزز الوحدة الوطنية في القرآن الكريم , غير أن هذا لا يعني عدم التعايش مع من هم على غير الدين إذا وجدوا لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم عقد اتفاقاً على التعايش المشترك مع اليهود في المدينة إلا أنهم أخلوا فيه مما أدى إلى إجلائهم عن ديارهم لأنهم أصبحوا مصدر دمار وخراب .
3. وقال تعالى:" َفخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ" (القصص : 81) .
• دلالة أن أشد العذاب في الحياة الدنيا هو تدمير الديار ( الوطن ) , وهكذا فعل الله تعالى بقارون عندما تكبر على قومه فخسف الله به وبماله .
4. وقال تعالى " لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ" (الممتحنة : • البر والإحسان والموادعة والقسط للمشركين يكون بسببين :
1) عدم محاربة المؤمن في دينه .
2) عدم قتال المؤمن لإخراجه من دياره ( وطنه ) أو التحريض على ذلك كما ورد في الآية التي تلي هذه الآية من نفس السورة .
• علاقات المسلمين مع الآخرين في القرآن الكريم مبنية على موقف هؤلاء الآخرين من دينهم وارتباطهم بديارهم ( أوطانهم ) .
5. قال تعالى : وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضاً لَّمْ تَطَؤُوهَا ) الأحزاب : 27).
• نزلت في خيبر وهي دلالة على أن أهم مغنم للمسلمين من الذين يحاربونهم ويعتدوا عليهم هو أن يورثهم الهْ تعالى أرضهم وديارهم ( أوطانهم ) وأموالهم
6. قال تعالى "وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لاَ تَسْفِكُونَ دِمَاءكُمْ وَلاَ تُخْرِجُونَ أَنفُسَكُم مِّن دِيَارِكُمْ" (البقرة : 84).
• لقد جعل القرآن الكريم الإخراج من الوطن (الديار) مثل القتل سواء بسواء
• عهد الناس مع الهَ تعالى أن لا يتعايشوا بأمان دون قتل أو تهجير .
المواطنة في السنة النبوية المطهرة
• دستور المدينة الذي أرساه النبي صلى الله عليه وسلم , بين المسلمين ويهود المدينة يشكل المفهوم الحقيقي للمواطنة في السنة النبوية المطهرة على أساس الحقوق والواجبات المشتركة مع مراعاة الخصوصيات الدينية لكل جماعة .
• ومما جاء في دستور المدينة (وإن عليهم النصر على من دهم يثرب) وهذا تأكيد على أن جميع المواطنين على اختلاف أديانهم المشاركة في الدفاع عن الوطن .
• ومما جاء في دستور المدينة (وإن بينهم النصر على من حارب أهل هذه الصحيفة)، وهذا تأكيد على وجوب احترام الدستور من قبل الجميع .
• ومما جاء في دستور المدينة (إن اليهود ينفقون مع المؤمنين ماداموا محاربين) وهذا تأكيد على وجوب الإنفاق من قبل جميع المواطنين من أجل حماية المجتمع إذا تعدى أحد على الوطن .
• عدم اتخاذ ديار الكفر وطناً دائماً للمسلم عن جرير بن عبد الله أن رسول الله قال: "أنا برئ ممن يقيم بين أظهر المشركين ، قالوا يا رسول الله : ولم؟ قال: لا تتراءى نارهما”.
• الهجرة من الوطن لا تكون إلا لضرورة : عن عطاء بن أبى رباح قال : (( زرت عائشة مع عبيد الله بن عمير فسألتها عن الهجرة قالت : ”لا هجرة اليوم ، إنما كانت الهجرة إلى الله ورسوله وكان المؤمنون يفرون بدينهم إلى رسول من أن يفتنوا ، أما وقد أفشى الله الإسلام فحيثما شاء رجلٌ عَبَد ربه ، ولكن جهاد ونية )) رواه البخاري
• حددت السنة النبوية المطهرة حق المواطن وواجباته في المجتمع وإليكم هذا الحديث القدسي الذي سأعرضه بالتحليل : عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فيما يرويه عن ربه عز وجل أنه قال
1- تحريم الظلم بين المواطنين ( يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا )
2- وجوب طلب الهداية والحاجات الضرورية للحيات من الله تعالى ( يا عبادي ، كلكم ضال إلا من هديته ، فاستهدوني أهدكم ، يا عبادي كلكم جائع إلا من أطعمته ، فاستطعموني أطعمكم ، يا عبادي كلكم عار إلا من كسوته ، فاستكسوني أكسكم )
3- وجوب عودة الجميع إلى الله تعالى والالتزام بنهجه ( يا عبادي ، إنكم تخطئون بالليل والنهار ، وأنا أغفر الذنوب جميعا ، فاستغفروني أغفر لكم ، يا عبادي ، إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني ، ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني ، يا عبادي ، لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئا ، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد ما نقص ذلك من ملكي شيئا ، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل إنسان مسألته ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر )
4- وجوب الصلاح الاجتماعي ( يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها ، فمن وجد خيرا فليحمد الله ، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه ) (أخرجه مسلم ) .
• عدم تعدي المواطنين على بعضهم : عن أنس بن مالك رضي الله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من آذى مسلماً فقد آذاني ، ومن آذاني فقد آذى الله ) : أخرجه الطبراني )
• العدل والمساواة بين المواطنين على اختلاف دياناتهم : عن جابر رضي الله عنه ( من آذى ذمياً فأنا خصمه ، ومن كنت خصمه خصمته ) : أخرجه الخطيب وابن الجوزي
• وجوب احترام المعاهدين في المجتمع : ( من قتل معاهداً في غير كنهه - بغير حق - حرم الله عليه الجنة ( ( من قتل معاهداً لم يرح رائحة الجنة ، وإن ريحها ليوجد من مسيرة أربعين عاماً ) ، وحديث : ( من قتل نفساً معاهدة بغير حلها ، حرم الله عليه الجنة : أن يشم ريحها ) كلها وردت في ( صحيح الجامع الصغير ) للشيخ الألباني
• التفضيل بين الناس في المجتمع يكون بحسب التقوى عن ابن عمر رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب الناس يوم فتح مكة فقال: يا أيها الناس إن الله قد أذهب عنكم عبية الجاهلية وتعاظمها بآبائها فالناس رجلان بر تقي كريم على الله، وفاجر شقي هين على الله، والناس بنو آدم وخلق الله آدم من تراب قال الله: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ. رواه الترمذي , وأمر التفضيل عائد لله وليس لأحد من البشر لقوله تعالى : ( فَلا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى) النجم 32
• عدم التعدي على الآخرين : روى البخاري في صحيحه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( والله لا يؤمن ، والله لا يؤمن ، والله لا يؤمن ) ، قيل : "ومن يا رسول الله ؟ " ، قال : ( الذي لا يأمن جاره بوائقه ) ، أي لا يسلم من شره وأذاه .
• وجوب المحبة بين المواطنين : عن أنس بن مالك رضي الله عنه خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ) ، رواه البخاري و مسلم .
• التعاون بين المواطنين قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ما آمن بي من بات شبعان وجاره جائع إلى جنبه وهو يعلم به ". صححه الألباني
