إيمـ حرف منسي ــــان
عضو مميز
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:70%;background-image:url('https://www.jnob-jo.com/vb/backgrounds/21.gif');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]اختلف الناس هل النفس واحدة أم للعبد ثلاث أنفس :
نفس مطمئنة ونفس لوامة ونفس أمارة؟
فالأول :
قول الفقهاء والمتكلمين وجمهور المفسرين وقول محققي الصوفية
قالوا:
النفس واحدة، ولها ثلاثة أوصاف، أو أحوال
فهي تارة تكون آمنة مطمئنة، وتارة تكون لوامة،
وتارة تكون أمّارة بالسوء.
والثاني :
قول كثير من أهل التصوف.
قال ابن قيم الجوزية رحمه الله (إغاثة اللهفان 1/76):
"والتحقيق أنه لا نزاع بين الفريقين، فإنهاواحدة باعتبار ذاتها،
وثلاث باعتبار صفاتها، فإذا اعتبرت بنفسها فهي واحدة،
وإن اعتبرت مع كل صفة دون الأخرى فهي متعددة.
وما أظنهم يقولون إن لكل أحد ثلاث أنفس،
كل نفس قائمة بذاتها مساوية للأخرى في الحد والحقيقة،
وأنه إذا قبض العبد قبضت له ثلاث أنفس
كل واحدة مستقلة بنفسها.
وحيث ذكر سبحانه النفس وأضافها إلى صاحبها فإنما ذكرها
بلفظ الإفراد، وهكذا في سائر الأحاديث
ولم يأت في موضع واحد:
نفوسك، و نفوسه، ولا أنفسك، و أنفسه
وإنما جاءت مجموعه عند إرادة العموم
كقوله: ﴿ وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ ﴾ (التكوير:7)
أوعند إضافتها إلى الجمع كقوله: "إنما أنفسنا بيد الله"،
ولو كانت في الإنسان ثلاث أنفس لجاءت مجموعة إذا أضيفت إليه، ولو في موضع واحد.
فالنفس إذا سكنت إلى الله واطمأنت بذكره وأنابت إليه
واشتاقت إلى لقائه، وأنست بقربه فهي مطمئنة
وهي
التي يقال لها عند الوفاة:
﴿ يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً ﴾ (الفجر:27-28).
قال ابن عباس : ﴿ يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ﴾
يقول: المصدقة.
وقال قتادة : هو المؤمن اطمأنت نفسه إلى ما وعد الله.
وقال الحسن : المطمئنة بما قال الله والمصدقة بما قال.
وقال مجاهد : هي المنيبة المخبتة التي أيقنت أن الله ربها
وضربت جأشا لأمره وطاعته وأيقنت بلقائه.
وحقيقة الطمأنينة :
السكون والاستقرار، فهي التي قد سكنت
إلى ربها وطاعته وأمره وذكره
ولم تسكن إلى سواه فقد اطمأنت إلى محبته وعبوديته وذكره، واطمأنت إلى أمره ونهيه وخبره
واطمأنت إلى لقائه ووعده،واطمأنت إلى التصديق
بحقائق أسمائه وصفاته
واطمأنت إلى الرضى به ربا و بالإسلام دينا وبمحمد رسولاً
واطمأنت إلى قضائه وقدره،
واطمأنت إلى كفايته وحسبه وضمانه فاطمأنت بأنه وحده
ربها وإلهها ومعبودها،
ومليكها ومالك أمرها كله وأن مرجعها إليه وأنها لا غنى لها
عنه طرفة عين.
وإذا كانت بضد ذلك فهي أمارة بالسوء تأمر صاحبها
بما تهواه من شهوات الغي واتباع الباطل
فهي مأوى كلسوء وإن أطاعها قادته إلى كل قبيح وكل مكروه،
وقد أخبر سبحانه أنها أمارة بالسوء ولم يقل آمرة لكثرة ذلك منها،
وأنه عادتها ودأبها
إلا إذا رحمها الله وجعلها زاكية تأمر صاحبها بالخير
فذلك من رحمة الله لا منها فإنها بذاتها أمارة بالسوء؛
لأنها خلقت في الأصل جاهلة ظالمة إلا من رحمة الله والعدل
والعلم طارىء عليها بإلهام ربها
وفاطرها لها ذلك، فإذا لم يلهمها رشدها بقيت على ظلمها
وجهلها فلم تكن أمارة إلا بموجب الجهل والظلم فلولا
فضل الله ورحمته على المؤمنين ما زكت منهمنفس واحدة.
وأما اللوامة؛
فاختلف في اشتقاق هذه اللفظة هل هي من التلوم؟
وهو التلون والتردد، أو هي من اللوم.
وعبارات السلف تدور على هذين المعنيين:
قال سعيد بن جبير : قلت لابن عباس:
ما اللوامة؟ قال:
هي النفس اللؤوم.
وقال مجاهد : هي التي تندم على ما فات وتلوم عليه.
وقال قتادة : هي الفاجرة.
وقال عكرمة : تلوم على الخير والشر.
وقال عطاء عن ابن عباس : كل نفس تلوم نفسها يوم القيامة
تلوم المحسن نفسه أن لا يكون ازداد
إحسانا وتلوم المسيء نفسه أن لا يكون رجع عن إساءته.
وقال الحسن : إن المؤمن والله ما تراه إلا يلوم نفسه
على كل حالاته يستقصرها في كل ما يفعل فيندم
ويلوم نفسه وإن الفاجر ليمضي قدما لا يعاتب نفسه.
فهذه عبارات من ذهب إلى أنها من اللوم.
وأما من جعلها من التلوم فلكثرة ترددها وتلومها وأنها
لا تستقر على حال واحدة.
والأول أظهر ؛ فإن هذا المعنى لو أريد لقيل المتلومة كما يقال
المتلونة والمترددة ولكن هو من لوازم القول الأول،
فإنها لتلومها وعدم ثباتها تفعل الشيء ثم تلوم عليه، فالتلوم من
لوازم اللوم.
والنفس قد تكون تارة أمارة.
وتارة لوامة .
وتارة مطمئنة.
بل في اليوم الواحد والساعة الواحدة يحصل منها هذا
وهذا والحكم للغالب عليها من أحوالها؛
فكونها مطمئنة وصف مدح لها .
كونها أمارة بالسوء وصف ذم لها.
وكونها لوامة ينقسم إلى المدح والذم بحسب ما تلوم عليه.
وعلاج مرض القلب باستيلاء النفس الأمارة عليه وله علاجان:
محاسبتها.
ومخالفتها.
وهلاك القلب من إهمال محاسبتها ومن موافقتها واتباع هواها.
وفي الحديث الذي رواه أحمد وغيره من حديثشداد بن أوس قال:
قال رسول الله:
"الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت والعاجز من
أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني"
دان نفسه أي حاسبها.
وذكر الإمام أحمد عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال:
حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزنوا أنفسكم قبل أن توزنوا
فإنه أهون عليكم في الحساب غداً
أن تحاسبوا أنفسكم اليوم وتزينوا للعرض الأكبر يومئذ
تعرض ونلا تخفى منكم خافية.
وذكر أيضا عن الحسن قال:
لا تلقى المؤمن إلا يحاسب نفسه، وماذا أردت تعملين؟
وماذا أردت تأكلين؟
وماذا أردت تشربين؟،
والفاجر يمضي قدما قدما لا يحاسب نفسه.
وقال الحسن :
إن العبد لا يزال بخير ما كان له واعظ من نفسه،
وكانت المحاسبة من همته.
وقال ميمون بن مهران :
لا يكون العبد تقيا حتى يكون لنفسه أشد محاسبة
من الشريك لشريكه.
ولهذا قيل :
النفس كالشريك الخوان إن لم تحاسبه ذهب بمالك.
وقال ميمون بن مهران أيضا :
إن التقي أشد محاسبة لنفسه
من سلطان عاص، ومن شريك شحيح"اهـ
إذن الخلاف بين الفقهاء والمتكلمين والمفسرين
ومحققي الصوفية من جهة
و بين كثير من الصوفية من جهة أخرى
خلاف لفظي .
فالجميع يتفقون على أنها نفس واحدة .[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
نفس مطمئنة ونفس لوامة ونفس أمارة؟
فالأول :
قول الفقهاء والمتكلمين وجمهور المفسرين وقول محققي الصوفية
قالوا:
النفس واحدة، ولها ثلاثة أوصاف، أو أحوال
فهي تارة تكون آمنة مطمئنة، وتارة تكون لوامة،
وتارة تكون أمّارة بالسوء.
والثاني :
قول كثير من أهل التصوف.
قال ابن قيم الجوزية رحمه الله (إغاثة اللهفان 1/76):
"والتحقيق أنه لا نزاع بين الفريقين، فإنهاواحدة باعتبار ذاتها،
وثلاث باعتبار صفاتها، فإذا اعتبرت بنفسها فهي واحدة،
وإن اعتبرت مع كل صفة دون الأخرى فهي متعددة.
وما أظنهم يقولون إن لكل أحد ثلاث أنفس،
كل نفس قائمة بذاتها مساوية للأخرى في الحد والحقيقة،
وأنه إذا قبض العبد قبضت له ثلاث أنفس
كل واحدة مستقلة بنفسها.
وحيث ذكر سبحانه النفس وأضافها إلى صاحبها فإنما ذكرها
بلفظ الإفراد، وهكذا في سائر الأحاديث
ولم يأت في موضع واحد:
نفوسك، و نفوسه، ولا أنفسك، و أنفسه
وإنما جاءت مجموعه عند إرادة العموم
كقوله: ﴿ وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ ﴾ (التكوير:7)
أوعند إضافتها إلى الجمع كقوله: "إنما أنفسنا بيد الله"،
ولو كانت في الإنسان ثلاث أنفس لجاءت مجموعة إذا أضيفت إليه، ولو في موضع واحد.
فالنفس إذا سكنت إلى الله واطمأنت بذكره وأنابت إليه
واشتاقت إلى لقائه، وأنست بقربه فهي مطمئنة
وهي
التي يقال لها عند الوفاة:
﴿ يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً ﴾ (الفجر:27-28).
قال ابن عباس : ﴿ يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ﴾
يقول: المصدقة.
وقال قتادة : هو المؤمن اطمأنت نفسه إلى ما وعد الله.
وقال الحسن : المطمئنة بما قال الله والمصدقة بما قال.
وقال مجاهد : هي المنيبة المخبتة التي أيقنت أن الله ربها
وضربت جأشا لأمره وطاعته وأيقنت بلقائه.
وحقيقة الطمأنينة :
السكون والاستقرار، فهي التي قد سكنت
إلى ربها وطاعته وأمره وذكره
ولم تسكن إلى سواه فقد اطمأنت إلى محبته وعبوديته وذكره، واطمأنت إلى أمره ونهيه وخبره
واطمأنت إلى لقائه ووعده،واطمأنت إلى التصديق
بحقائق أسمائه وصفاته
واطمأنت إلى الرضى به ربا و بالإسلام دينا وبمحمد رسولاً
واطمأنت إلى قضائه وقدره،
واطمأنت إلى كفايته وحسبه وضمانه فاطمأنت بأنه وحده
ربها وإلهها ومعبودها،
ومليكها ومالك أمرها كله وأن مرجعها إليه وأنها لا غنى لها
عنه طرفة عين.
وإذا كانت بضد ذلك فهي أمارة بالسوء تأمر صاحبها
بما تهواه من شهوات الغي واتباع الباطل
فهي مأوى كلسوء وإن أطاعها قادته إلى كل قبيح وكل مكروه،
وقد أخبر سبحانه أنها أمارة بالسوء ولم يقل آمرة لكثرة ذلك منها،
وأنه عادتها ودأبها
إلا إذا رحمها الله وجعلها زاكية تأمر صاحبها بالخير
فذلك من رحمة الله لا منها فإنها بذاتها أمارة بالسوء؛
لأنها خلقت في الأصل جاهلة ظالمة إلا من رحمة الله والعدل
والعلم طارىء عليها بإلهام ربها
وفاطرها لها ذلك، فإذا لم يلهمها رشدها بقيت على ظلمها
وجهلها فلم تكن أمارة إلا بموجب الجهل والظلم فلولا
فضل الله ورحمته على المؤمنين ما زكت منهمنفس واحدة.
وأما اللوامة؛
فاختلف في اشتقاق هذه اللفظة هل هي من التلوم؟
وهو التلون والتردد، أو هي من اللوم.
وعبارات السلف تدور على هذين المعنيين:
قال سعيد بن جبير : قلت لابن عباس:
ما اللوامة؟ قال:
هي النفس اللؤوم.
وقال مجاهد : هي التي تندم على ما فات وتلوم عليه.
وقال قتادة : هي الفاجرة.
وقال عكرمة : تلوم على الخير والشر.
وقال عطاء عن ابن عباس : كل نفس تلوم نفسها يوم القيامة
تلوم المحسن نفسه أن لا يكون ازداد
إحسانا وتلوم المسيء نفسه أن لا يكون رجع عن إساءته.
وقال الحسن : إن المؤمن والله ما تراه إلا يلوم نفسه
على كل حالاته يستقصرها في كل ما يفعل فيندم
ويلوم نفسه وإن الفاجر ليمضي قدما لا يعاتب نفسه.
فهذه عبارات من ذهب إلى أنها من اللوم.
وأما من جعلها من التلوم فلكثرة ترددها وتلومها وأنها
لا تستقر على حال واحدة.
والأول أظهر ؛ فإن هذا المعنى لو أريد لقيل المتلومة كما يقال
المتلونة والمترددة ولكن هو من لوازم القول الأول،
فإنها لتلومها وعدم ثباتها تفعل الشيء ثم تلوم عليه، فالتلوم من
لوازم اللوم.
والنفس قد تكون تارة أمارة.
وتارة لوامة .
وتارة مطمئنة.
بل في اليوم الواحد والساعة الواحدة يحصل منها هذا
وهذا والحكم للغالب عليها من أحوالها؛
فكونها مطمئنة وصف مدح لها .
كونها أمارة بالسوء وصف ذم لها.
وكونها لوامة ينقسم إلى المدح والذم بحسب ما تلوم عليه.
وعلاج مرض القلب باستيلاء النفس الأمارة عليه وله علاجان:
محاسبتها.
ومخالفتها.
وهلاك القلب من إهمال محاسبتها ومن موافقتها واتباع هواها.
وفي الحديث الذي رواه أحمد وغيره من حديثشداد بن أوس قال:
قال رسول الله:
"الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت والعاجز من
أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني"
دان نفسه أي حاسبها.
وذكر الإمام أحمد عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال:
حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزنوا أنفسكم قبل أن توزنوا
فإنه أهون عليكم في الحساب غداً
أن تحاسبوا أنفسكم اليوم وتزينوا للعرض الأكبر يومئذ
تعرض ونلا تخفى منكم خافية.
وذكر أيضا عن الحسن قال:
لا تلقى المؤمن إلا يحاسب نفسه، وماذا أردت تعملين؟
وماذا أردت تأكلين؟
وماذا أردت تشربين؟،
والفاجر يمضي قدما قدما لا يحاسب نفسه.
وقال الحسن :
إن العبد لا يزال بخير ما كان له واعظ من نفسه،
وكانت المحاسبة من همته.
وقال ميمون بن مهران :
لا يكون العبد تقيا حتى يكون لنفسه أشد محاسبة
من الشريك لشريكه.
ولهذا قيل :
النفس كالشريك الخوان إن لم تحاسبه ذهب بمالك.
وقال ميمون بن مهران أيضا :
إن التقي أشد محاسبة لنفسه
من سلطان عاص، ومن شريك شحيح"اهـ
إذن الخلاف بين الفقهاء والمتكلمين والمفسرين
ومحققي الصوفية من جهة
و بين كثير من الصوفية من جهة أخرى
خلاف لفظي .
فالجميع يتفقون على أنها نفس واحدة .[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]