مہجہرد إنہسہآن
ادارة الموقع
في كتابه "السلام.. فرصتنا الأخيرة" الذي لقي رواجا واسع النطاق عالميا، يعترف جلالة الملك عبدالله الثاني دون مواربة أنه مع بدء خدمته العسكرية في الجيش العربي الأردني منتصف عقد الثمانينات من القرن الفائت، بعد أن أنهى دراسته العسكرية، وعند تكليفه بالخدمة في معسكر القطرانة القاحل والصحراوي، كان يفاجأ بأن جنرالات في المؤسسة العسكرية كانوا يتصيدون له الأخطاء، ويضعون في طريقه العراقيل، في مسعى لدفعه الى إنهاء مسيرته العسكرية، والإبتعاد عن الجيش، خشية أن يترقى عسكريا، ويصبح آمرا عليهم، خصوصا وأنه خريج الكلية العسكرية العالمية سانت هيرست، التي تلقى فيها أفضل وأحدث خطط الإدارة العسكرية.
ويروي الملك أنه بعد إنتقاله آمرا لسرية عسكرية في معسكر الزرقاء، ظل التصيد له، ومضايقته قائما، وأنه فكر فعلا بترك العمل العسكري، مفضلا عدم تقديم الشكوى لوالده الملك الراحل حسين بن طلال، حتى لا يلقى أي معاملة تفضيلية لاحقا يقال معها، أنه ترقى الى الرتب والمواقع الأعلى كونه إبن الملك، لكن حادثة حصلت مع الملك عبدالله الثاني دفعته لمشاورة الأمير حسن بن طلال بشأن إبتعاده عن العمل العسكري، إذ سافر للدراسة في جامعات أميركية رغم نصيحة الأمير حسن له بالبقاء والصبر والصمود.
والحادثة التي أبعدت الملك عن الخدمة العسكرية طوعا، هي موقفه وتصرفه الشخصي، الذي يقر أنه لم يكن حصيفا، ولم يكن ينبغي أن يقوم به، إذ قام أحد الجنرالات بإجراء تفتيش عام ومفاجئ للسرية التي يقودها الملك عبدالله الثاني، وزاء البحث المستمر عن أخطاء في السرية، لإحراج قائد السرية، قام أحد الجنرالات المفتشين بصفع جندي من سرية الملك على خده، بحجة أنه لم يلمع حذاءه العسكري على النحو المطلوب، وهو الموقف الذي يعترف الملك بأنه أخرجه عن طوره.
ويؤكد الملك أنه لحق بالجنرال الى خارج مقر التفتيش، وأبلغه أنه إذا كرر هذا الموقف مع أيا من جنود سريته، فإنه لن يتردد في إخراج مسدسه وإطلاق النار عليه، لأنه لا يقبل الإهانة لأي عسكري.