أبو همام
عضو مميز
هناك وراء القضبان
يقف المتهم البريء "القلب" في سجنه ينتظر الحكم الذي سيحكم عليه به في أعلى المحكمة -محكمة الجسم الإنساني- يقف القاضي "عقل" يبحث في القضية ليصدر حكمه النهائي فيها وفي الجانب الآخر يقف رئيس النيابة أستاذ "كبد" وفي القائمة يجلس الشهود والحضور كل في مكانه المحدد وأمامهم الحاجب "بنكرياس"
القاضي "عقل" يسأل المتهم "القلب": ما تهمتك؟
القلب: أحببت..
يصرخ رئيس النيابة "كبد" ويقول:
إذن تعترف والاعتراف سيد الأدلة..
القلب: وهل أصبح الحب جريمة؟
تتعالى ضحكات الجمهور سخرية بغباء القلب..
فيقول القاضي: نعم يا قلب ومنذ متى؟
القلب: منذ بدأ الحب والغرام بين البشر...
يقاطعه رئيس النيابة "كبد" قائلاً: المتهم يتجاهل القوانين الجديدة لتبرير نفسه وموقفه ويبرئ نفسه من التهمة..
القاضي: ما ردك على قول رئيس النيابة؟
"القلب المتهم": أنا لا أعرف أب قانون يقيدني ويمنعني من أن أحب؟!!
يقاطعه مجدداً القاضي: ألا تعلم قانون الحياة الجديدة؟
القلب: وعلى ماذا ينص؟
القاضي: لقد أصدرت المحكمة العليا في جسم الإنسان قرارها بتحريم الحب تحريماً كلياً وذلك لأن الحب لم يعد له ضرورة في الوجود ولضرورة طغيان الكره عليه وليصبح شعار حياتنا الأبدي.
رئيس النيابة: يبدو أنه ما زال مقيداً بالعادات البشرية القديمة وكأنه لا يعلم أن القلب المحب والطيب يقوم بالتأثير على جيرانه من أعضاء الجسم ويؤدي الجسم صاحبه إلى الضياع والهلاك...
يقف القلب حزيناً وصادقاً ويبكي دوماً..
القلب: أحببت..
يصرخ رئيس النيابة "كبد" ويقول:
إذن تعترف والاعتراف سيد الأدلة..
القلب: وهل أصبح الحب جريمة؟
تتعالى ضحكات الجمهور سخرية بغباء القلب..
فيقول القاضي: نعم يا قلب ومنذ متى؟
القلب: منذ بدأ الحب والغرام بين البشر...
يقاطعه رئيس النيابة "كبد" قائلاً: المتهم يتجاهل القوانين الجديدة لتبرير نفسه وموقفه ويبرئ نفسه من التهمة..
القاضي: ما ردك على قول رئيس النيابة؟
"القلب المتهم": أنا لا أعرف أب قانون يقيدني ويمنعني من أن أحب؟!!
يقاطعه مجدداً القاضي: ألا تعلم قانون الحياة الجديدة؟
القلب: وعلى ماذا ينص؟
القاضي: لقد أصدرت المحكمة العليا في جسم الإنسان قرارها بتحريم الحب تحريماً كلياً وذلك لأن الحب لم يعد له ضرورة في الوجود ولضرورة طغيان الكره عليه وليصبح شعار حياتنا الأبدي.
رئيس النيابة: يبدو أنه ما زال مقيداً بالعادات البشرية القديمة وكأنه لا يعلم أن القلب المحب والطيب يقوم بالتأثير على جيرانه من أعضاء الجسم ويؤدي الجسم صاحبه إلى الضياع والهلاك...
يقف القلب حزيناً وصادقاً ويبكي دوماً..
رئيس النيابة: أطالب المحكمة باستدعاء الشهود فينادي الحاجب "بنكرياس"
الشاهد الأول "الآنسة معدة"
وتقف المعدة أمام القاضي.. فيسألها القاضي: ماذا تعرفين عن القضية؟
المعدة: إني ظلمت وإن الطعام قل ولم يعد كافٍ لحاجة الجسم منذ أن أصبح هذا الوغد...
القاضي: إذاً تأذيتي من فعلته..؟
تجيب المعدة: أشد الضرر يا سيدي وأطالب المحكمة بإيقاع أشد العقوبة به حتى لا يعود إلى فعلته الشنيعة.
القاضي: وما تعليقك أيها القلب على شهادتها..؟
يقف القلب صامتاً وكانت الصدمات تنهال عليه شيئاً فشيئاً لا يستطيع الإجابة.
الشاهد الأول "الآنسة معدة"
وتقف المعدة أمام القاضي.. فيسألها القاضي: ماذا تعرفين عن القضية؟
المعدة: إني ظلمت وإن الطعام قل ولم يعد كافٍ لحاجة الجسم منذ أن أصبح هذا الوغد...
القاضي: إذاً تأذيتي من فعلته..؟
تجيب المعدة: أشد الضرر يا سيدي وأطالب المحكمة بإيقاع أشد العقوبة به حتى لا يعود إلى فعلته الشنيعة.
القاضي: وما تعليقك أيها القلب على شهادتها..؟
يقف القلب صامتاً وكانت الصدمات تنهال عليه شيئاً فشيئاً لا يستطيع الإجابة.
القاضي: استدعي الشاهد الثاني وهم
"الأوعية الدموية وأبنائها كريات الدم الحمراء والبيضاء"
نتيجة سرعة نبضات القلب مما أدى إلى إجهادهم...
القاضي: ماذا تقولين في هذه المحاكمة؟
الأوعية: يكفي أن ترى آثار التعب والإجهاد على كريات الدم الحمراء والبيضاء بسببه وبسبب جريمته.. سيدي يكفي وأتمنى أن يقلع القلب عن هذا الجنون.
"الأوعية الدموية وأبنائها كريات الدم الحمراء والبيضاء"
نتيجة سرعة نبضات القلب مما أدى إلى إجهادهم...
القاضي: ماذا تقولين في هذه المحاكمة؟
الأوعية: يكفي أن ترى آثار التعب والإجهاد على كريات الدم الحمراء والبيضاء بسببه وبسبب جريمته.. سيدي يكفي وأتمنى أن يقلع القلب عن هذا الجنون.
القاضي: أين الشاهد الثالث؟ وهم "السادة مراكز الحواس في الدماغ"
ويسألهم العقل ما هي إفادتكم؟
مراكز الحواس الخمس: بعد أن فعل المتهم جريمته شغل مراكزنا بالتفكير بمن يحب ومنعنا من التفكير بشيء آخر.
القاضي: كيف؟.. لم أفهم!!
يقول مركز البصر: أنا لم يريني إلا صورة في الحب.
ويقول مركز السمع: أنا لم يسمعني إلا صوت من يعشق.
ويقول مركز الأحلام: لم يسمح لي أن أعرض في أحلامي سوى صورة حبيبه..
القاضي: هل عندك دفاع أيها القلب؟
لا يزال المتهم صامتاً.
رئيس النيابة: أعتقد أن الشهود كافيين لإثبات التهمة بالإضافة إلى اعترافه بجريمته والنيابة تطالب المحكمة بإيقاع العقوبة رقم 50 من المادة 20 في قانون الحب..
القاضي: أتودّ أن تقول شيئاً ما أيها القلب؟
لا..... أجاب القلب.
مراكز الحواس الخمس: بعد أن فعل المتهم جريمته شغل مراكزنا بالتفكير بمن يحب ومنعنا من التفكير بشيء آخر.
القاضي: كيف؟.. لم أفهم!!
يقول مركز البصر: أنا لم يريني إلا صورة في الحب.
ويقول مركز السمع: أنا لم يسمعني إلا صوت من يعشق.
ويقول مركز الأحلام: لم يسمح لي أن أعرض في أحلامي سوى صورة حبيبه..
القاضي: هل عندك دفاع أيها القلب؟
لا يزال المتهم صامتاً.
رئيس النيابة: أعتقد أن الشهود كافيين لإثبات التهمة بالإضافة إلى اعترافه بجريمته والنيابة تطالب المحكمة بإيقاع العقوبة رقم 50 من المادة 20 في قانون الحب..
القاضي: أتودّ أن تقول شيئاً ما أيها القلب؟
لا..... أجاب القلب.
القاضي: الحكم بعد المداولة.
وبعد عدة دقائق يخرج القاضي "عقل" ويقول:
حكمت المحكمة على المتهم قلب
بشنق جميع المشاعر الجميلة الموجودة فيه وأهمها الحب،
وحبس جميع الأحاسيس البشرية الخيرة، ومراقبة حركاته ومنعه من كل شيء جميل حتى لا يقع في حب جديد إلى أن يتحول إلى قلب حقود وشرير وخائن وذلك ليتماشى مع البيئة الإنسانية الحديثة ليكون عبرة لمن يعتبر وليفكر القلب األف مرة قبل أن يرتكب أشنع الجرائم البشرية الحديثة ألا وهي الحب... رفعت الجلسة..
وترتفع أصوات الجمهور: يحيا العدل..
وهكذا دوماً أصبح العدل باطلاً والباطل عدلاً....... فيا أسفا على الحب الذي مات في قلوب البشر
حكمت المحكمة على المتهم قلب
بشنق جميع المشاعر الجميلة الموجودة فيه وأهمها الحب،
وحبس جميع الأحاسيس البشرية الخيرة، ومراقبة حركاته ومنعه من كل شيء جميل حتى لا يقع في حب جديد إلى أن يتحول إلى قلب حقود وشرير وخائن وذلك ليتماشى مع البيئة الإنسانية الحديثة ليكون عبرة لمن يعتبر وليفكر القلب األف مرة قبل أن يرتكب أشنع الجرائم البشرية الحديثة ألا وهي الحب... رفعت الجلسة..
وترتفع أصوات الجمهور: يحيا العدل..
وهكذا دوماً أصبح العدل باطلاً والباطل عدلاً....... فيا أسفا على الحب الذي مات في قلوب البشر