غيث الشحاحده
عضو جديد
بعد الهاتريك الذي أحرزه في مباراة فريقه أمام أوساسونا يوم السبت الماضي، والتي انتهت بثمانية نظيفة، يعود الأرجنتيني الذهبي ليونيل ميسي ليثبت أن تربعه على عرش ساحرته المستديرة لم يأت من فراغ وأن تتويجه بالكرة الذهبية في آخر عامين ليس على سبيل المصادفة.
غير أن التألق المستمر للفتى الذهبي بقدر ما يثير الاعجاب، إلا انه يطرح تساؤلا مهما وصعبا بات لا يفارق أذهان عشاق كرة القدم، ويتعلق بمن ينجح في إزاحة ميسي من عرشه وسحب البساط من تحت قدميه، في ظل وجود كتيبة من النجوم يسعون لتحقيق هذا الهدف، يبرز من بينهم البرتغالي كريستيانو رونالدو والأرجنتيني سرخيو أجويرو والأوروجوائي دييجو فورلان والمكسيكي خافيير هرنانديز (تشيتشاريتو) والإسباني فرناندو توريس أو السويدي زلاتان إبراهيموفيتش.
ولا يمكن انكار أن الغريم الأول لميسي على الساحة العالمية وفي الملاعب الإسبانية هو البرتغالي كريستيانو رونالدو، فاللاعبين كانت تجمعهما منافسة شرسة حين كان رونالدو يدافع عن قميص مانشستر يونايتد الإنجليزي، وقد بادر الآخير بتحقيق الأفضلية عندما توج بالكرة الذهبية كأفضل لاعب في العالم عام 2008 ، ولكن المنافسة احتدمت وبلغت ذروتها حين انتقل الى ريال مدريد في العام التالي، إلا أن ميسي انتقم بفوزه بنفس الجائزة في العامين الأخيرين 2009 و2010.
ولكل من تابع مستوى رونالدو وميسي في الموسمين الماضيين يجد تقاربا شديدا وندية شرسة، فكلاهما نجم وهداف فريقه رغم عدم شغلهما مركز رأس الحربة الصريح، وكلاهما يقوم بدور المنقذ في وقت الأزمات، ولكن الفيصل في حسم الأفضلية بينهما كان رصيد البطولات التي حققها فريقيهما، وقد رجح هذا الأمر كفة ميسي لأن فريقه يعيش مؤخرا أزهى عصوره، فقد أصبح متعهد الفوز بكبرى بطولات اللعبة، أما النادي الملكي فيلازمه سوء توفيق غير طبيعي جعله بعيدا عن منصات التتويج رغم أدائه الراقي وصفقاته الخيالية.
ومن يعرف شخصية كريستيانو يعرف عنه العند والإصرار على أن يصبح الأفضل بين نظرائه في العالم، وكل من رأى ملامح وجهه حين انتزع منه ميسي الكرة الذهبية في 2009 تيقن من أنه لا يرضى أبدا بمركز الوصيف، ويزعجه تفوق ميسي عليه بشكل شخصي.
وأبرز دليل على ذلك سعي قائد برازيل أوروبا الدؤوب للتتويج بلقب هداف الليجا في الموسم الماضي على حساب ميسي بعد منافسة مشتعلة، وهو ما تحقق في النهاية بجانب كسر رونالدو العديد من الأرقام القياسية، رغم أن لقب البطولة ذهب في النهاية إلى برشلونة للمرة الثالثة على التوالي وخرج الريال خائب الرجاء بدون لقب الدوري المنتظر.
وبعيدا عن أجواء الصراع في الليجا، فإن لميسي منافسين أيضا في الدوري الإنجليزي بريمير ليج يبتغون إطاحته من عرشه، فقد سطع اسم المكسيكي خافيير هرنانديز تشيتشاريتو في خط هجوم مانشستر يونايتد، حيث أبهر جماهير الشياطين الحمر بأدائه الراقي وأهدافه الغزيرة في أول مواسمه معهم، ما جعل خبراء اللعبة يتنبأون بأن اللاعب الصاعد قد يناطح نجوم المستديرة ويتفوق عليهم في غضون أعوام مع اكتساب مزيد من الخبرة.
ورغم أن نجومية تشيتشاريتو باتت تهدد سمعة زميله بالفريق واين روني، فإن الإنجليزي الدولي متحفز للتألق مجددا هذا الموسم، مع العلم أن مستواه يتأرجح باستمرار بين الصعود والهبوط على فترات، سواء مع ناديه أو مع منتخب بلاده، وهو ما أبعده عن حلبة المنافسة مع ميسي، إلا أنه لا يمانع من إعادة الكَرّة هذا الموسم.
ولعل التهديد الأكبر لميسي يأتي من مواطنه سرخيو أجويرو الذي شد الرحال من أتلتيكو مدريد الإسباني إلى مانشستر سيتي، فبمجرد انتقاله للـسيتيزن مطلع الموسم، وقع عقدا مع التألق ولم تتوقف ماكينة الأهداف لديه، ما منحه ثقة كبيرة في مستواه حتى أنه قطع وعدا لجماهير الفريق بأن يعيد أمجاد حماه دييجو أرماندو مارادونا مع نابولي الإيطالي.
ومن ناحيته، يسعى المهاجم الإسباني فرناندو توريس لمصالحة جماهير تشيلسي وإثبات أن الملايين الضخمة التي دفعت فيه لم تضع هباء، وذلك بعد أن أصابه العقم التهديفي طيلة ستة أشهر من الموسم الماضي مع البلوز، فيما تزداد فرص الهولندي روبن فان بيرسي في أن يكون نجم أرسنال الأول بعد رحيل القائد سيسك فابريجاس إلى برشلونة.
ورغم صعوبة أن يقتنص توريس وفان بيرسي مكانة ميسي، إلا أنهما سيجتهدان لدوافع شخصية بعيدا عن منافسة النجم الأرجنتيني.
نفس الأمر ينطبق على الأوروجوائي المخضرم دييجو فورلان الوافد حديثا الى إنتر ميلان الإيطالي، فبعد فوزه بلقب أفضل لاعب في مونديال 2010 بجنوب أفريقيا وتتويجه مع منتخب السيليستي بلقب كوبا أمريكا 2011 من أنياب الأرجنتين مستضيفة البطولة، فإنه يسعى لكتابة مجد جديد مع النيراتزوري وتعويض غياب الكاميروني صامويل إيتو الذي رحل لروسيا.
وفي ظل عدم اقتناع جماهير الأرجنتين بمستوى ميسي مع منتخب التانجو حتى الآن، فإن فورلان سحب منه البساط على الصعيد اللاتيني في الآونة الأخيرة برفقة زميله لويس سواريز نجم ليفربول الإنجليزي، غير أن اسم ميسي يبقى الأبرز على الساحة العالمية.
ويتيقن السويدي زلاتان إبراهيموفيتش مهاجم إيه سي ميلان أن التتويج بلقب أفضل لاعب في العالم، الذي لم يسبق أن حصل عليه، مرهونا بالتفوق على ميسي، زميله السابق في البرسا، فبرغم البطولات العديدة التي حصدها إبرا لكنه طالما حلم بالكرة الذهبية التي يبدو أن ميسي (24 عاما) قد احتكرها لسنوات مقبلة وأصبحت ماركة مسجلة باسمه.
منقول ـ سرايا