مہجہرد إنہسہآن
ادارة الموقع
كيفية تعامل الآباء مع الابن الوحيد
وتضيف أ.د راجية: وأذكّر الآباء بأن تميز ابنهم الوحيد عن أخواته البنات أمر شديد الخطورة على نفسية أخواته البنات، وأيضًا أمرٌ يضرّ بمصلحة الولد نفسه لأنه سيشعر طول الوقت بأنه "سي السيد" يطلب ليُجاب ويأمر ليُطاع، وهذا إحساس خطير وله عواقب وخيمة في الكبر، وتدليل الأم لابنها الوحيد لا بدَّ أن يكون بحساب، وليس طول الوقت، فعليها أن تتذكر أن الابن المدلل مشكلة كبيرة تصبّ أعراضها السلبية على الأسرةوالمجتمع، فعليها أن تشعرَه بالمسئولية وأن تحفزَه دائمًا للارتقاء بذاته والاهتمام بدروسه من أجل أن يصبح شخصًا فعالًا ومؤثرًا في المجتمع على النحو الأفضل، وبأن يكون وجهةً مميزة لأخواته البنات يشرفهن لا أن يتعالى عليهن لمجرد انه الابن الوحيد".
ونصحت أ.د راجية كل الآباء والأمهات "بضرورة أن تشعر ابنها الوحيد بأن أخواته البنات لهن حق في كل شيء من رعايتهن ماديًّا ومعنويًّا مثله تمامًا بدون تمييز، وبأنه لو أراد أن يتميز فبأخلاقه وقدراته وليس لكونه الولد الوحيد، وهذا سيكون حجر الزاوية في تكوين العلاقات الطيبة بينه وبين أخواته البنات".
"قوا أنفسكم وأهلبكم نارًا وقودها الناس والحجارة"
وأضاف الدكتور صبري أن "التربية الدينية للأبناء ليست مجرد الصلاة والصوم وحفظ القرآن ولكن التربيةالدينية هي تربية الجانب الروحي للأبناء وكيفية التعامل مع أفراد أسرتهم، وبالتالي مع أقرانهم ومجتمعهم ككل".
"فعلى الآباء أن يوفروا لأولادهم مجالًا تثقيفيًّا وترفيهيًّا في نفس الوقت، وأن يتعاملوا مع أبنائهم بدون تمييز شخصٍ عن الآخر، فلو كان الابن الوحيد بين أخواته البنات فعليهم أن يقصّوا عليه قصصًا فيها أبناء وحيدون مثله استطاعوا أن يصبحوا نابغين, مثل العالم الدكتور أحمد زويل، فهو الابن الوحيد على ثلاث بنات ورغم ذلك لم يكن مدللًا أو غير مسئول، بدليل أنه أصبح عالمًا وحمل راية العلم فوق كتفه حتى وصل إلى أرقى وأعلى المراتب، وعليهم أن يقصوا على الابن قصص أبناءٍ فلت زمامُهم بسبب التدليل لكونهم الوحيدين وعليهم أن يختاروا بين هذا وذاك".
"وعلى الآباء أيضًا أن يتذكروا الآية الكريمة في سورة التحريم: بسم الله الرحمن الرحيم: (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ)".
وختم حديثه بذكر طرق الوقاية من الوقوع في تلك الأخطاء بأن "الوقاية تكون بالأعمال الصالحة وتربية الأبناءعلى أسس دينية وأخلاقية سليمة هي من الأعمال الصالحة بامتثال أمر الله وأمر رسوله صلوات الله عليه واجتناب ما نهى عنه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، ولأن تربية الأبناءليست بالأمر الهيّن، بل هي مسئولية كبيرة، وعليهم أن يتقوا الله في أبنائهم كي يقوا أنفسهم النار، فعليهم أن يتفهموا طبيعة أبنائهم ويكسبون ثقتهم ليصلوا بهم إلى برّ الأمان".