tafilaeyes
عضو جديد
مع نشأة عمان، جاء إليها "الطفايلة" ليسكنوا فيها لضرورات اقتصادية واجتماعية وقطعاً ليست سياسية، وكان بإمكان أي منهم أن يشتري أية قطعة أرض على إحدى روابي المدينة "بتراب المصاري". وكان كثير منهم يملك ذلك التراب وأكثر. ولكنهم نقّبوا الأرض ومسحوها وحرثوها إلى أن استقروا على سفوح جبل الجوفة.
لم يكن هذا الجبل مميزاً عن غيره، بل ربما كان أكثرها شظفاً وخشونة، ولكنه كان متفرداً بميزّة لم تجتمع في غيره بنظرهم، وهي أنه مقابل لجبل القصور. لذا فإنهم استقروا على أرض منها يرون "مقر سيدنا" , ومنازل أبناء سيدنا, وبيوتات أحفاد سيدنا, ومرابع السلالة الطاهرة من ذرية الرسول محمد صلى الله عليه وسلم.
اختار الطفايلة "الحي الذي سكنوه لأنهم أرادوا أن لا يناموا حتى تُدثّر رموشهم سيدنا وآل بيته، وتظل تقرأ عليهم ما تيسر من آي الذكر الحكيم, ثم ترقيهم بما يحفظون من الدعاء.
وعندما تنتظم أنفاسهم الطيبة، يذهبون إلى فرشهم وقد امتلأت قلوبهم بالاطمئنان. "الطفايلة" لا يعرفون إلا الله والرسول صلى الله عليه وسلم وآل هاشم والأردن. ولا يسكن في عقولهم إلا محبة هؤلاء, ولا يشغل بالهم إلا البحث عن أنجح وسيلة يحمون بها الهاشميين.
"الطفايلة" دائماً في الصفوف الأولى, عندما يتنادى الناس للفداء. وهم لا يملكون أمام الدفاع عن الوطن إلا نفوساً طائعة مطيعة راضية مرضية. لم يسكت أحد منهم على من يحاول أن يمس الوطن ولو بورقة "ريحان".
"الطفايلة" تحملوا كل "التريقات" اللطيفة أحياناً و"السمجة" كثيراً، ومع كل هذا لا تسمع منهم إلا اللطف واللطائف.
في الطفيلة ولد رجال لا تعرف طريقاً يقودك إلى كبريائهم إلا ووجدته مزروعاً بالبسالة والشجاعة والاقتدار والتضحية والجود. من بطون حرائرهم ولد الكثيرون الذين لم يكونوا إلا سوابق للرجولة والطهر والنقاء.
في عروق أهل الطفيلة يجري دم غير دماء البشر، فإذا ما حللت هذه الدماء وجدتها مكونة من أربعة أنواع من الكريات أولها حمراء وثانيها بيضاء. أما يُفرقّهم عن غيرهم أنك تجد عندهم كريات دم أسمها الأردن هذه الثالثة، أما الرابعة فهي كريات اسمها بنو هاشم.
الطفيلي يُسكّن "سيدنا" وأهله ، ليس في قلبه ولكن يسكّنهم تحت الجلد. فإذا ما اردت ان تنزع محبتهم من نفسه كان عليك أن تزيل كل جلده وهذا يعني موته.
أظن أن اثنين أو مئة أو أي من الناس لا يختلفون على أن "الطفايلة" من بيوتات لا تعرف الأبواب، فكل منازلهم مشروعة للضيفان. لا يسألونك من أنت ولما أتيت إليهم، حتى تقول أنت بُغيتك.
لكل هذا أقول إن ما شهدته "الطفيلة" و "حي الطفايلة" مؤخراً من أحداث مؤسفة، لم تكن أبداً، بسبب خلل في أمرهم، ولكن جزءاً من السلطة لم تفهمهم حق الفهم، ولم تعلم أن هؤلاء الناس يتكلمون لغة تخلو من مفردات النفاق والتحريف. فهم يتكلمون الولاء الفصيح والانتماء الفصيح والرجولة الفصحى؛ لذا إن أردنا أن نتعامل معهم يجب أن نعرف أننا نتعامل مع قوم يخلعون أظافرهم ويحرقون أكبادهم ويفقأون عيونهم ويخرجونها من محاجرها في سبيل نسمة كرامة وعزّة. لذا فإنك لا ترى منهم متسولاً على أبواب أصحاب الأشداق الحمراء، ولا ترى أحداً منهم يرضى أن تمسه نطفة إهانة.
في "حي الطفايلة" يسكن رجال صدقوا الله ثم الوطن والملك، لذا فإنهم لا يرضون ابداً أن يكونوا إلا في هذا الصف من الحشد المصطفوي, الذي أسرج خيله ولبس لامته وقال لكل الناس إني ذاهب إلى الوغى فإن عدت منتصراً فالنصر لكم، وإن ذهبت روحي إلى بارئها فيكفيني أني قد فديتكم.
وهكذا يجب أن نعلم أن "حي الطفايلة" هو واسطة العقد في قلادة بني هاشم، وهم الذين حطموا الأغماد وشدوا إلى عيون الشمس رحالهم، حاديهم اللهم لا إله إلا أنت، نشهد أنك الواحد الأحد، وأن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم عبدك ورسولك، ولا نملك إلا المودة في القُربي.
لم يكن هذا الجبل مميزاً عن غيره، بل ربما كان أكثرها شظفاً وخشونة، ولكنه كان متفرداً بميزّة لم تجتمع في غيره بنظرهم، وهي أنه مقابل لجبل القصور. لذا فإنهم استقروا على أرض منها يرون "مقر سيدنا" , ومنازل أبناء سيدنا, وبيوتات أحفاد سيدنا, ومرابع السلالة الطاهرة من ذرية الرسول محمد صلى الله عليه وسلم.
اختار الطفايلة "الحي الذي سكنوه لأنهم أرادوا أن لا يناموا حتى تُدثّر رموشهم سيدنا وآل بيته، وتظل تقرأ عليهم ما تيسر من آي الذكر الحكيم, ثم ترقيهم بما يحفظون من الدعاء.
وعندما تنتظم أنفاسهم الطيبة، يذهبون إلى فرشهم وقد امتلأت قلوبهم بالاطمئنان. "الطفايلة" لا يعرفون إلا الله والرسول صلى الله عليه وسلم وآل هاشم والأردن. ولا يسكن في عقولهم إلا محبة هؤلاء, ولا يشغل بالهم إلا البحث عن أنجح وسيلة يحمون بها الهاشميين.
"الطفايلة" دائماً في الصفوف الأولى, عندما يتنادى الناس للفداء. وهم لا يملكون أمام الدفاع عن الوطن إلا نفوساً طائعة مطيعة راضية مرضية. لم يسكت أحد منهم على من يحاول أن يمس الوطن ولو بورقة "ريحان".
"الطفايلة" تحملوا كل "التريقات" اللطيفة أحياناً و"السمجة" كثيراً، ومع كل هذا لا تسمع منهم إلا اللطف واللطائف.
في الطفيلة ولد رجال لا تعرف طريقاً يقودك إلى كبريائهم إلا ووجدته مزروعاً بالبسالة والشجاعة والاقتدار والتضحية والجود. من بطون حرائرهم ولد الكثيرون الذين لم يكونوا إلا سوابق للرجولة والطهر والنقاء.
في عروق أهل الطفيلة يجري دم غير دماء البشر، فإذا ما حللت هذه الدماء وجدتها مكونة من أربعة أنواع من الكريات أولها حمراء وثانيها بيضاء. أما يُفرقّهم عن غيرهم أنك تجد عندهم كريات دم أسمها الأردن هذه الثالثة، أما الرابعة فهي كريات اسمها بنو هاشم.
الطفيلي يُسكّن "سيدنا" وأهله ، ليس في قلبه ولكن يسكّنهم تحت الجلد. فإذا ما اردت ان تنزع محبتهم من نفسه كان عليك أن تزيل كل جلده وهذا يعني موته.
أظن أن اثنين أو مئة أو أي من الناس لا يختلفون على أن "الطفايلة" من بيوتات لا تعرف الأبواب، فكل منازلهم مشروعة للضيفان. لا يسألونك من أنت ولما أتيت إليهم، حتى تقول أنت بُغيتك.
لكل هذا أقول إن ما شهدته "الطفيلة" و "حي الطفايلة" مؤخراً من أحداث مؤسفة، لم تكن أبداً، بسبب خلل في أمرهم، ولكن جزءاً من السلطة لم تفهمهم حق الفهم، ولم تعلم أن هؤلاء الناس يتكلمون لغة تخلو من مفردات النفاق والتحريف. فهم يتكلمون الولاء الفصيح والانتماء الفصيح والرجولة الفصحى؛ لذا إن أردنا أن نتعامل معهم يجب أن نعرف أننا نتعامل مع قوم يخلعون أظافرهم ويحرقون أكبادهم ويفقأون عيونهم ويخرجونها من محاجرها في سبيل نسمة كرامة وعزّة. لذا فإنك لا ترى منهم متسولاً على أبواب أصحاب الأشداق الحمراء، ولا ترى أحداً منهم يرضى أن تمسه نطفة إهانة.
في "حي الطفايلة" يسكن رجال صدقوا الله ثم الوطن والملك، لذا فإنهم لا يرضون ابداً أن يكونوا إلا في هذا الصف من الحشد المصطفوي, الذي أسرج خيله ولبس لامته وقال لكل الناس إني ذاهب إلى الوغى فإن عدت منتصراً فالنصر لكم، وإن ذهبت روحي إلى بارئها فيكفيني أني قد فديتكم.
وهكذا يجب أن نعلم أن "حي الطفايلة" هو واسطة العقد في قلادة بني هاشم، وهم الذين حطموا الأغماد وشدوا إلى عيون الشمس رحالهم، حاديهم اللهم لا إله إلا أنت، نشهد أنك الواحد الأحد، وأن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم عبدك ورسولك، ولا نملك إلا المودة في القُربي.