• مرحبًا بكم في منصة منتديات صقر الجنوب التعليمية!
    أهلا ومرحبا بكم في مجتمعنا أنت حاليا تشاهد المعهد كزائر و التي لاتعطيك سوى خيارات التصفح المحدودة الاشتراك لدينا مجاني ولايستغرق سوى لحظات قليلة حتى تتمكن من المشاركة والتفاعل معنا

رؤية مستقبلية لإدارة المدرسة الحكومية في الأردن

إنضم
15 فبراير 2011
المشاركات
154
مستوى التفاعل
2
النقاط
0
الإقامة
عمان - الأردن

يشهد العالم اليوم مجموعة من التحديات في كافة مجالات الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وبرزت ظاهرة النظام العالمي الجديد والتكتلات السياسية والاقتصادية والعولمة الثقافية، وقد نتج عن هذه التحديات بأبعادها المختلفة ضرورة إصلاح النظام التربوي بجميع عناصره. إن التقدم العلمي والتكنولوجي الذي يشهده القرن الحالي يفرض على الدول المتقدمة والنامية أن تنعم بثماره خصوصاً في ضوء عجز النظام الحالي عن مواجهة التحديات التي أفرزتها تقنية المعلومات والاتصال، وتحول العالم من مجتمع صناعي إلى مجتمع معلوماتي. لهذا، تتسابق كثير من الأمم لإصلاح نظمها التربوية بهدف إعداد جيل واع ومتعلم يستطيع معرفة هذه التغيرات والتعامل معها بكفاءة واقتدار.
وفي ضوء هذه التغيرات والمستجدات تسعى جميع المؤسسات في المجتمع وعلى رأسها المؤسسات التربوي التصدي لهذه الظواهر ووضع الخطط التطويرية المناسبة لمواكبته وخاصة في مجال المعلومات والتكنولوجيا وكذلك الاستفادة منه. مما يعني قيام المدرسة بالإعداد لعملية التطوير التربوي المنشود وإعادة النظر في الأدوار والوظائف المطلوبة في عناصر النظام التربوي، مما يعني قيام المدرسة بعملية توائم وتوازن بين متطلبات عملية التعليم والتعليم التي تتم داخل أروقة المدرسة وبين متطلبات واحتياجات المجتمع الذي تتواجد فيه.
ولا تستطيع المدرسة القيام بهذا الدور إلا من خلال الإدارة المدرسية المأمولة لمدرسة المستقبل وان تكون مهيأة ومعدة الإعداد الجيد للقيام بهذا الدور بكفاءة وفعالية. ويستدعي ذلك أن تتوفر في قيادة المدرسة مهارات محددة للتعامل مع هذه المستجدات والاستفادة منها. وتشير معظم الدراسات المستقبلية في مجال الإدارة التربوية إلى ضرورة تطوير الإدارة المدرسية بما يتمشى مع معطيات العصر الحالي وخاصة في مجال المعلومات والتكنولوجيا ومنح صلاحيات أكبر لمديري المدارس حيث أن الإدارة التربوية تمثل بيئة إدارية مفتوحة على ما حولها ، وتمتاز بديناميكيتها التي تجعلها تواكب التغييرات البيئية ، وتحاول أن توائم وتوازن ما بين متطلباتها واحتياجات المجتمع الذي تعيش فيه.
وحتى تتم عملية الإصلاح التربوي بنجاح فان على التربويين أن ينظروا إلى مدرسة اليوم على أنها نواة لمدرسة المستقبل، مما يعني التنبه إلى الفلسفة التي تقوم عليها مدرسة اليوم ليتم البناء عليها لإيجاد مدرسة المستقبل. حيث أن الأسس التي تقوم عليها عملية التعليم في وما تشمله من إكساب طلابها المعارف النظرية والمهارات العملية، وخاصة في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والاستفادة منها للنجاح في حياتهم العملية وما يمكن أن يقدموه من خدمة لمجتمعاتهم، والمساهمة في التطور والتقدم المطلوب كي تحتل مكانا مرموقا بين الأمم المتقدمة، كما وتعني عملية الإصلاح المدرسي زيادة مستوى المدرسة الحالي، ومعالجة العيوب والأخطاء التي تواجه المدرسة الحالية، وتطوير البنية التحتية للمدرسة، وتطوير المباني والمنشآت والتجهيزات المدرسية، وزيادة الإمكانات المالية ورفع مستوى الكفاءات البشرية. وحتى يمكن الوصول إلى تعليم أفضل في مدرسة المستقبل فان أي عملية تطوير أو إصلاح لا بد وان تسبقها عملية تقويم مبنية على أسس علمية في جو يسوده الثقة والشفافية والمصارحة والإخلاص، حيث أن عملية إصلاح التعليم تسعى إلى تحقيق مستقبل أفضل للتعليم، كونها تسعى إلى معالجة عيوب التعليم في المدرسة الحالية، واستشراف مدرسة مستقبلية تكون قادرة على تقديم تعليم أفضل في المستقبل.
إن تحقيق الصورة المستقبلية للتعليم بحاجة إلى دراسة جادة وموضوعية لما عليه التعليم في مدرسة اليوم، وذلك للوقوف على جوانب القوة والضعف التي تواجهه من اجل رسم صورة للتعليم الذي يمكن أن يكون عليه في المستقبل. وتحتاج عملية تطوير التعليم الانفتاح على تجارب الآخرين والاستفادة منها على المستوى الإقليمي والعربي والعالمي، وكذلك تفادي الأخطاء والصعوبات أو العقبات التي واجهتهم في عملية إحداث التطوير التربوي المنشود. وتتعدد الطرق والأساليب التي يمكن اتخاذها لتحديد مواصفات وخصائص تعليم المستقبل ومدارس المستقبل. فهناك المنهجية الجزئية في التطوير والتي تنظر إلى المدرسة كمجموعة من العناصر المتفرقة من خلال (الفلسفة والأهداف التعليمية، والإدارة المدرسية، والمعلمين، والطلاب، والمباني والتسهيلات المدرسية، والمناهج والكتب المدرسية، والبيئة والمناخ المدرسي)، بحيث تقوم بدراسة كل عنصر من هذه العناصر على حدة، ووضع التصور المثالي الذي يمكن أن تكون عليه هذه العناصر، وهذه المنهجية التي تم إتباعها من قبل المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم للخروج بمعالم لمدرسة المستقبل. أما المنهجية الثانية فهي المنهجية الكلية أو الشاملة في التطوير التربوي بحيث تنظر إلى مدرسة المستقبل وتعليم المستقبل كجزء من منظومة الإصلاح التربوي الشامل، والتي بدورها تربطه بخطط التنمية الاجتماعية والاقتصادية والثقافية قي المجتمع.
وتسعى وزارة التربية والتعليم في الأردن إلى مواكبة التطورات العالمية وخاصة ما يتعلق بتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وبدأت بإعادة النظر في ما تقوم به المدرسة من عمليات تعليم وتعلم لكي تواكب هذه التطورات، وقد نفذت مجموعة من الندوات والورش التدريبية لمدراء المدارس والمشرفين التربويين لاطلاعهم على المستجدات والتطورات التربوية، لزيادة وعيهم واهتمامهم لتحسين العمليات الإدارية والإشرافية في المدارس الأردنية وكذلك إدخال التحسينات المرغوبة في عمليات التعلم والتعلم والاستفادة من التقنيات التعليمية الحديثة والاطلاع على تجارب بعض الدول في مجال التطوير والإصلاح التربوي.
وبناء على ما تقدم ولكي تواكب المدارس الأردنية المستجدات والمتغيرات التي حدثت على المستوى العالمي، ولتحقيق الرؤية المستقبلية والأهداف المحددة للمدرسة لا بد من إعادة النظر في جميع العمليات التعليمية التي تتم داخل بيئة المدرسة، ووضع رؤية جديدة للمدرسة التي يمكنها مساعدة الطلبة على التكيف مع هذه المستجدات والتعامل معها والاستفادة منها، كما تساهم أيضا في تزويدهم بالمعارف والمهارات والقيم المطلوبة وتلبي طموحات واحتياجات المجتمع ومراعاة ثقافته.
وإذا ما بدا التفكير في تطوير العملية التربوية وتغيير الواقع الحقيقي لمدرسة اليوم، فليس المقصود الاقتداء الكامل أو النقل الحرفي لتجارب بعض الدول في مجال الإصلاح أو التطوير المدرسي، ولكن يجب التنبه إلى طبيعة عملية التعليم في المدارس الأردنية، وما هي طبيعة المشكلات التي تعاني منها من اجل إحداث التغيير المطلوب، مما يعني أن على المخططين التربويين وصناع القرار الاهتمام بمدرسة المستقبل ورسم إستراتيجية واضحة المعالم من خلال: تحديد أهداف واضحة المعالم لإحداث التغيير المطلوب في مدرسة اليوم، وتحديد المدة الزمنية اللازمة لتحقيق هذه الأهداف. ولا تقتصر عملية التطوير أو الإصلاح المدرسي على التربويين بل لا بد وان تشارك في هذه العملية مختلف الفعاليات والمؤسسات المجتمعية الثقافية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية، مما يكسب هذه الخطة التأييد الكامل من كافة قطاعات ومؤسسات المجتمع.
ويرى التربويون أنه يمكن النظر إلى مدرسة المستقبل من عدة جوانب متعددة حتى تتضح الرؤية في مفهوم وأسس ومبادئ هذه المدرسة المستقبل. لذلك لا بد من طرح بعض التساؤلات والتأملات التي تصاحب فهم وتطبيق هذه الرؤية وما يصاحبها من تطبيقات فعلية، كونها تدخل في جانب التطوير والإصلاح التربوي، والانتقال بالمدرسة من المفهوم التقليدي إلى المفهوم الحديث الذي يرتكز على أسس ومبادئ تربوية وعلمية جديدة. وان كل امة تنظر إلى إصلاح أو تطوير نظامها التربوي و تطمح إلى بناء جيل قادر على التكيف والتعامل مع المعطيات والمتغيرات الجديدة، كما أنها أيضا تنظر إلى أن تكون قادرة على توفير حياة أفضل لأجيال المستقبل. لذا فان الحاجة إلى إصلاح النظام التربوي كي يستطيع أبناء الأمة الواحدة التعرف على حاجات ومتطلبات مجتمعهم الذي يعيشون به، وكذلك التعرف على ما وصلت إليه المجتمعات الأخرى من تقدم والاستفادة من تجاربهم العلمية والتربوي والثقافية.
وحتى يتم إحداث التغير أو الإصلاح التربوي المطلوب فان المدارس بإداراتها تحتاج إلى إحداث التغير المرغوب فيه كي تحقق أهدافها بكل كفاءة واقتدار، كما يتطلب منها إحداث هذا النوع من التغير وفقا للمعطيات التكنولوجية والمعرفية الحديثة، وتحتاج إلى إحداث التغير المنشود في تعليم وتدريب طلابها، بحيث يكونوا قادرين على حل المشكلات التي تواجههم، وان يمتلكوا المعارف والمهارات المطلوبة كي يكونوا مؤهلين و قادرين على مسايرة متطلبات العصر الحديث. وقد دأب كثير من التربويين على محاولة تطوير التعليم والارتقاء بمستوياته من خلال البحث الصادق والجاد، والتخطيط السليم باستخدام احدث الطرق العلمية والاستراتيجيات المنظمة. وقد استفاد هؤلاء التربويون من النظريات التربوية التي ساعدتهم على رسم السياسات وتطبيق مجموعة من الأفكار والوسائل الحديثة، ووضع الرؤى المستقبلية لما يمكن أن تكون عليه مدارسهم في المستقل من اجل دعم وتعزيز عمليات التعلم والتعليم في المدارس، بحيث تكون هذه المدارس بيئات تعليمية وتربوية جاذبة للطلاب وتزودهم بالعلوم والمعارف والمهارات اللازمة في حياتهم.
ويشير مفهوم مدرسة المستقبل إلى المضمون الجديد التي تختلف فيه هذه المدرسة عن المدرسة التقليدية، لا من حيث الشكل أو المضمون فحسب، ولكن من حيث الأهداف والوسائل والوسائط التي تتم فيها عمليات التعلم والتعليم، وإمكانية توظيف تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والاستفادة من المعارف الجديدة في بيئة مدرسية جاذبة وآمنة، وكذلك من خلال ما تقدمة المدرسة من برامج وأنشطة تعليمية، وما تشتمل علية من مبان ومرافق وتسهيلات مدرسية، بحيث تلبى احتياجات ومتطلبات ورغبات الدارسين، وتكسبهم معارف ومهارات وخبرات عملية وحياتية، لتأهلهم لمستقبل واعد بكل كفاءة واقتدار. وعند الحديث عن مدرسة المستقبل لا بد وان تكون لدى صناع القرار التربوي الرؤيا والتصور والقدرة على التنبؤ بالمستقبل، من خلال وضع ركيزة أساسية للتخطيط المستقبلي، بحيث يعتمد هذا التخطيط مجموعة من الافتراضات والتقديرات الإدارية والاقتصادية والاجتماعية، حتى يحقق هذا النوع من التخطيط الأهداف المتوقعة. وبسبب الجهل بالمستقبل وعدم التنبؤ بما يمكن أن يحدث، وما يمكن أن تواجهه عملية التخطيط من مفاجئات، فان المخططين التربويين يجب عليهم الأخذ بالحسبان عدة متغيرات منها: عامل الزمن والموارد المالية والموارد البشرية في خططهم المستقبلية وخاصة ما يتعلق بمدرسة المستقبل.
وعند الحديث عن مواصفات المدرسة الفاعلة والتي تحقق أهدافها بدرجة عالية خاصة إذا بدأ العمل على الانتقال من مدرسة اليوم إلى مدرسة المستقبل، فانه يمكن النظر إلى مجموعة من العناصر التي يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار وهذه العناصر هي: القيادة المحترفة ذات الجودة العالية، والتركيز على عملية التعليم والتعلم، وكذلك المدرسة التي تحرص على التعلم المستمر، وإذا تم التأكد من توافر هذه العناصر والخصائص الثلاث في مدرسة المستقبل من خلال التفاعل الايجابي بين هذه العناصر، لتحقيق شعار المدرسة الفاعلة أو الذكية أو مدرسة المستقبل، فانه يمكن لهذه المدرسة أن توفر البيئة التعليمية الايجابية في ضوء ثقافة تنظيمية واعية، لتحقق طموحات التطوير الذي تسعى إليه مدرسة اليوم.
ولتحديد المواصفات الواجب توافرها في مدير المدرسة الناجح حتى يتمكن من إحداث التغيير المرجو في المدرسة التي يديرها أن يتمتع بالخصائص القيادية مثل: وضوح الأهداف والرؤية، والاهتمام بمشاركة جميع العاملين معه في المدرسة في عملية اتخاذ القرارات، والمشاركة الفاعلة في عملية التعليم والتعلم. ومن الخصائص التي يجب أن يتمتع بها مدير المدرسة الناجح أيضا هي القدرة على إحداث التغيير المرغوب فيه، وكذلك القدرة على الانتقال بالمدرسة من الوضع الحالي إلى وضع أفضل مما كانت علية، ولا يقتصر هنا دور المدير على طرح المبادرات التي تتعلق بالتغيير الإداري فحسب بل لا بد وان تكون لديه القدرة والجرأة في إحداث التغيير المطلوب في مدرسته.
ويمكن أن نؤكد على أهم العناصر الواجب توافرها في مدرسة المستقبل وهي على النحو التالي: - أن تمتلك المدرسة رؤية وأهدافاً تربوية واضحة، وان تحافظ على مستوى عال من الشراكة المتبادلة بين المدرسة والمجتمع المحلي.
- أن تمتلك المدرسة رؤية وأهداف تربوية واضحة، وان تفسح المجال للمجتمع المحلي للمشاركة في عمليات التخطيط والتقويم للبرامج والأنشطة المدرسية.
- أن تمتلك المدرسة رؤية وأهدافاً تربوية واضحة، وان توظف إمكانات ومرافق المدرسة لخدمة المجتمع المحلي.
- وضع إستراتيجية واضحة المعالم للرؤية المستقبلية لإدارة المدرسة بحيث يتم تطبيقها على مراحل.
- وضع خطة عملية ومدروسة لتطبيق مفهوم المدرسة في المستقبل.
- توفير المستلزمات الضرورية لعملية التعليم والتعلم من مختبرات وورش تعليمية في مدرسة المستقبل.
منقول.................. للفائدة

 
إنضم
15 فبراير 2011
المشاركات
154
مستوى التفاعل
2
النقاط
0
الإقامة
عمان - الأردن
سررت بتواجدك جنون العاطفة............. مع خالص أمنياتي بالتوفيق للجميع................:bigsmile:
 
أعلى