مہجہرد إنہسہآن
ادارة الموقع
بسم الله الرحمن الرحيم
بقيت الربابة لوقت ليس ببعيد الآلة الموسيقية الأولى في البادية الاردنية ، وخصوصا في جانب الغناء مظهرا من مظاهر التعبير عن الفرح والسرور ووسيلة لقضاء الوقت والتسلية ، والاستماع الى جرات آلة الربابة والآلات الموسيقية الأخرى التي كانت مستخدمة كالشبابة والمجوز أو المقرون والإيقاع أو الدربكة عزف سماعي فطري لا يخضع لقانون أو مقام موسيقي معروف فيما عدا تلك الألحان الثابتة التي تقيد العازف وتجعله خاضعا لمجالها فهو يتصرف في توقيع اللحن على هواه وبما يناسب ذوقه ومزاجه الفطري .
الربابة حليفة جلسات السمر، يحتضنها العازف ويوقع عليها أعذب الألحان وأجملها وخاصة في غناء الشر وقي أحد ألوان الغناء الشعبي ليس في البادية الأردنية وحسب بل في عموم البادية العربية يعزز ذلك براعة العازف وخفة أنامله وتنقلها فوق وتر الربابة وكذلك الأداء المتقن الذي يؤدى به غناء الشروقي يعتمد أساسا على إلقاء البيت في نبرات منغمة وفي نهاية الشطر الأخير يمتد اللحن قليلا متوافقا مع الذبذبات الصوتية الناعمة التي يرسلها المغني في المرحلة الأخيرة من غناء المقطع بحيث تستوعب مساحة صوتيه أوسع .
وكما يتذكر معظم الناس فان الربابة كانت احدى معالم بيوت الشعر وتكون عادة معلقة على (الواسط) الى ان أصبحت من الأدوات التراثية التي يحتفظ بها البعض ويزينون بها بيوتهم كأحد التحف الجميلة .
صنعت الربابة من جلود الحيوانات الصغيرة كالغزال والماعز وتتألف من مستطيل خشبي طوله أربعون سنتمترا وعرضه عشرون وفي منتصف الضلع الأعلى للمستطيل ثقب واسع يقابله ثقب آخر من الضلع المقابل ثم يؤخذ الجلد بعد تنظيفه من الشعر ويوضع على المستطيل بحيث يغمره على الوجهين تماما ثم يخاط بواسطة خيوط من الجلد تشده شدا محكما على ان يظل الثقبان من الأعلى والأسفل ظاهرين وتترك في الشمس لتجف وبعد ذلك يؤتى بعصا أسطوانية وتولج في الثقبين من الأعلى والأسفل على أن ينفذ طرفها السفلي خارج المستطيل حوالي خمسة سنتمترات ، وبعد ذلك تؤخذ خصلة طويلة من ذيل الفرس وتسمى هذه الخصلة (سبيب) وتربط به من الأسفل ويربط (السبيب) بطرفة الثاني بعود الشد الموجود بالعمود المحوري من الأعلى وتوضع تحت (السبيب) قطعة خشبية صغيرة حتى ترفعه ليكون مشدودا وتسمى هذه القطعة (بالغزال ).
يجر على الربابة بواسطة (الذراب ) وهو عبارة عن عود من الرمان أو اللوز أو الخيزران تعمل على شكل قوس بطول نصف متر ويربط طرفاه بالسبيب وقبل البدء بالعزف على الربابة يطعم السبيب بأن يجر عليه لبان البطم أو البخور حتى يساعد في إخراج الصوت.
وقيل في الربابة أشعار كثيرة منها :
يا ربابة جوح ونوح على من فارق الروح
وكما لربابة صوت في أوقات الحزن فلها أيضا في أوقات الفرح
وقيل فيها
ربابة لكيف مسنودة يا ناس منهو يعللها