الإبداع ظاهرة راقية للنشاط الإنساني تنعكس آثارها على صاحبها ، وعلى المحيطين حوله نتاجاً جديداً
وأصيلاً وذا قيمة. والإبداع لغة مصطلح يشير إلى الجدة والأصالة ، واصطلاحاً هو القدرة على إنتاج أشياء جديدة من عناصر قديمة ، وهذه القدرة تتسم بالطلاقة والمرونة والأصالة (منسي 1993 ، ص29) .
والإبداع في التدريس أو التدريس الإبداعي يتحقق باتسام السلوك التدريسي بسمات إبداعية " طلاقة ومرونة وأصالة.
ومعلم اللغة العربية يكون مبدعاً في تدريسه إذا ما اعتقد بضرورة القيام بأداءات تدريسية مرنة وأصيلة وطلقة ، وعرف متطلبات هذه الأداءات ،و اقتنع بأهميتها ، قام بممارستها إن معتقدات معلم اللغة العربية هي أفكاره التي يؤمن بها ويؤسس عليها ممارساته التدريسية .
وعندما يعتقد معلم اللغة العربية عند قيامه بالتدريس بأهمية استدعاء أكبر عدد ممكن من الأفكار التربوية لمناسبة ، وبضرورة تنويع الأفكار والاستجابات التربوية ، وتعديل الموقف التعليمي ، وإعادة تنظيمه بشكل مناسب ، وبقيمة إنتاج أفكار واستجابات تربوية جديدة وقليلة التكرار ، وعندما يعرف كيف يؤدي متطلبات هذه الجوانب عندما يتحقق ذلك فإنه يكون مطالبا بممارسات تدريسية إبداعية
فإلى أي مدى يعتقد معلمو اللغة العربية بأهمية الطلاقة والمرونة والأصالة في أدائهم التدريسي ؟
وما المعارف المتوفرة لدى معلمي اللغة العربية عن متطلبات التدريس الإبداعي للغة العربية بالتعليم العام ؟
وما مستويات السلوك التدريسي الإبداعي لدى معلمي اللغة العربية بالتعليم العام؟
2- الإبداع في التدريس :
أشار توماس ( Thomas ) 1980 أن ناتج التعلم دالة على أسلوب التعليم ... فإذا أعطى المعلمون المتعلمين المسؤولية ليقرروا ماذا يتعلمون ، وكيف يتعلمون ، وكيف يقيمون تقدمهم في التعلم نجد المتعلمين يتفوقون في حل المشكلات والإبداع والأعمال التي تتطلب التوجه الذاتي
( الأعسر 1998، ص11)
والموقف التدريسي شركة بين المعلم والمتعلمين ، ومن ثم فإن جعله موقفا إبداعيا يتطلب قيام كل من المعلم والمتعلمين بأدوار أصيلة ومتطورة .
ويتمثل إبداع المعلم في التدريس في مقدرته على طلاقة الأفكار الجديدة غير المألوفة وتطبيقها عمليا في مجال تخصصه ، وفي قدرته على التجديد في طريقة عرض دروسه وتنفيذها وتقويمها ،وفي تصميم الوسائل التعليمية المبتكرة ، وفي المبادأةلإيجاد حلول ومقترحات للقضايا أو المشكلات التي تواجهه
( عبدالعزيز 1996، ص148).
وممارسات المعلم الصفية يمكن أن تشجع المتعلمين على الإبداع ، ومن هذه الممارسات : احترام استجابات المتعلمين وأسئلتهم أيا كانت الأسئلة ، واحترام أفكار التلاميذ الخيالية والعادية ، وإشعار التلاميذ أن لأفكارهم قيمة مهما كانت بسيطة ، وإعطاء المتعلمين فرص الممارسة والتجريب دون خوف من التقويم ، وتشجيع التلاميذ على إدراك الأسباب والنتائج ( علي الدين 1990، 4) ويمكن أن يضاف إلى ما سبق توفير جو عملي واجتماعي متفاعل مفتوح ، وبيئة تربوية واقعية ومرنة تتميز بالاستقصاء والبحث والتجريب وتبادل الآراء والأفكار ( حمدان 2000، ص ص 55-56) .
والمعلم يكون معوقاً للإبداع في التدريس عندما يكون غير مقتنع بعملية الإبداع وبأهميته كهدف تربوي، وعندما يكون غير مستعد لتلبية حاجات المتعلمين ، وعندها لا يعرف طريقة بدء أو تقويم القدرات الإبداعية (Slabbert 1994, P. 64)
ويتحقق الإبداع في التدريس عندما يستخدم المعلم مداخل تساعد في تنمية القدرات الإبداعية لدى المتعلمين ومن مداخل التدريس الإبداعي ما يلي :
المداخل التي تعتمد على حل المشكلات ، وعلى التعلم الذاتي ، وعلى الألعاب واللعب الدرامي إن أسلوب الحل الإبداعي للمشكلات Creative Problem Solving أسلوب تدريس يوجه المتعلمين إلى الملاحظة وتعني معرفة الجوانب المختلفة للمشكلة ، ومعالجة المشكلة بما يعين على تحديدها وبلورتها ومحاولة التوصل إلى الحلول الملائمة لها، وتقييم الأفكار وتعني النقد والحكم على
الأفكار التي تم التوصل إليها والتي تمثل الحلول البديلة للمشكلة المطروحة( درويش 198، ص . 32 )
وحلقة التفكير استراتيجية تدريسية تنمي إبداعات المعلمين ؛ لأنها تقوم على أن التفكير الصحيح لحل المشكلات تفكير دائري تتواصل حلقاته أثناء الحل وبعده والحل يؤدي إلى بداية مشكلة جديدة أو عدة مشكلات . ويتم تنفيذ حلقة التفكير في خطوات تدريسية محددة. لدراسة هذه الخطوات ارجع إلى (جروان 1999, ص96 )
والعصف الذهني أسلوب تدريسي يحفز على الإبداع حيث تستمطر الأفكار التي يمكن أن تعالج الموضوع أو تحل المشكلة.
إن المرحلة الأساسية لتنفيذ العصف الذهني هي جلسة عرض وتوليد الأفكار الجزئية وتغطيتها بالمناقشة ...
حيث تكتشف أفكار جديدة وتدمج أفكار موجودة ( روشكا 1989، ص . 186 -184) والاكتشاف أسلوب تدريسي يعني بتنمية قدرات التلميذ ومهاراته العقلية وذلك عندما يمارس نشاطاً عقلياً يتمثل في إعادة التنظيم والترتيب والتحويل ( أبوحطب، وصادق 1990، ص 314) (وهذا الأسلوب الاكتشاف ) يتيح فرصا أمام التلاميذ للتفكير المستقل والحصول على المعرفة بأنفسهم في موقف علمي متكامل التلميذ فيه هو المكتشف وليس المنفذ (لبيب1997 ، ص109 ) والمشروع مدخل تدريسي يهدف إلى تنمية قدرات التفكير والتربية العقلية الاستقلالية وهو يعود التلميذ الاعتماد على النفس في التفكير (شحاته1998 ، ص117 )
والمتفحص للاعتبارات التي يجب مراعاتها عند استخدام لعب الأدوار كمدخل تدريسي يمكن أن يتخذ من هذا المدخل استراتيجية للإبداع في التدريس، ففي هذا المدخل اختيار للمواقف التي ستمثل أدوارها بحيث تكون مواقف مقبولة لدى المتعلمين، و مناقشة حرة بعد انتهاء تمثيل الدور مباشرة وتبادل الآراء
حول مضمون الدور ومستوى أدائه ( أحمد 1992، ص ص. 137-135 )
والإبداع في التدريس يتطلب القيام بإجراءات تدريسية متعددة ومتنوعة ، والتوظيف المرن والواعي للمداخل التدريسية، والصياغة المتكاملة لتلك الإجراءات وهذه المداخل بما يحفز مصادر القدرة الإبداعية لدى المتعلمين .