Basam_20211
عضو جديد
حوار مع القمر
بعد أن أنهى خدمته الليلية، تسلل القمر مع بزوغ الفجر على أطراف أصابعه، ودق برفق على باب قلبها، وتمتم من خلف نافذتها ...فدار بينهما الهمس التالي:
القمر: "كيف حالك؟"
هي: (بعد صمت) ..... "الحمد لله بخير" ...
القمر: "هل أنت متأكدة؟ لقد قلقت عليك طيلة الليلة الماضية ... أحسست بأرق قلبك ... فما الأمر؟
هي: "عجبا يا قمري !!! ... كيف لك أن تراني وتشعر بي وأنت تلف في أفلاك السموات؟! .. أين أنا منك أيها القمر، أيها الكبير البعيد ..."
القمر: "كيف تٍسألين وأنا أقرب إليك من أنفاسك، ينعكس ضوئي لينير لياليك أنت، فينير ليالي الآخرين في طريقه ... ويتقلب فلكي مع تقلب روحك ليحرسك أثناء نومك ؟؟!!"
هي: "لا تقلق يا قمري ... فإنني بخير ... ينظر قلبي إليك كل ليلة ... وتناجيك أحلامي ... تدعوك لتضيء عتمتها ... وتلمس يداي وجهك البشوش من خلف نافذتي ... وتشتاق إليك خلال النهار ...."
لم تدرك أثناء استرسال همس قلبها الخافت أن ساعات الفجر سلمت رايتها إلى نور الصباح ... فغادر القمر على عجل إلى فلكه ... تاركا قبلة صغيرة فوق نافذتها ...
غادر دون أن ينتبه إلى دمعتين صغيرتين محبوستين في مقلتيها، ولم يدرك أنها كانت حقا تتألم طيلة الليل ... وأن خلايا متمردة في عروقها كانت تزرع الحمى في زواياها ...
لعله أحس بألمها لكنها لم تقو على إخباره ... فاندست في فراشها من جديد .. وتمنت له أوقاتاً سعيدة فوق أراض أخرى ...
مما قرأته واعجبنى