حميدي وافتخر
عضو جديد
-
- إنضم
- 20 مارس 2011
-
- المشاركات
- 1,129
-
- مستوى التفاعل
- 27
-
- النقاط
- 0
هل تزوج يوسف عليه السلام من امرأة العزيز في آخر الأمر؟السؤال :
هل تزوج نبي الله يوسف في النهاية من المرأة التي كانت همت به ؟
أرجو أن تجيبوني على سؤالي ،
وتزودوني بمصدر الإجابة إذا كان الجواب بالإيجاب .
الجواب :
الحمد لله
لم يرد في القرآن الكريم ، ولا في السنة النبوية ،
ما يثبت أو ينفي زواج يوسف عليه السلام من امرأة العزيز
والتي قيل إن اسمها "راعيل" ،
وقال بعضهم : اسمها "زليخا" ،
ولكن استظهر الحافظ ابن كثير أن " زليخا " لقبها .
وورد في زواج يوسف عليه السلام من "راعيل"
خبرٌ عن إمام السير والتاريخ المعروف :
محمد بن إسحاق رحمه الله حيث يقول :
"لما قال يوسف للملك :
(اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم)
قال الملك : قد فعلت ! فولاه فيما يذكرون عمل إطفير ،
وعزل إطفير عما كان عليه ، يقول الله :
(وكذلك مكنا ليوسف في الأرض يتبوأ منها حيث يشاء) ، الآية .
قال : فذكر لي - والله أعلم - أن إطفير هَلَك في تلك الليالي ،
وأن الملك الرَّيان بن الوليد ،
زوَّج يوسف امرأة إطفير "راعيل" ،
وأنها حين دخلت عليه قال : أليس هذا خيرًا مما كنت تريدين ؟
قال : فيزعمون أنها قالت : أيُّها الصديق ،
لا تلمني ، فإني كنت امرأة كما ترى حسنًا وجمالاً ،
ناعمةً في ملك ودنيا ، وكان صاحبي لا يأتي النساء ،
وكنتَ كما جعلكَ الله في حسنك وهيئتك ، فغلبتني نفسي على ما رأيت .
فيزعمون أنه وجدَها عذراء ، فأصابها ، فولدت له رجلين :
أفرائيم بن يوسف ، وميشا بن يوسف ، وولد لأفرائيم نون ،
والد يوشع بن نون ، ورحمة امرأة أيوب عليه السلام" انتهى .
رواه ابن أبي حاتم في " التفسير " (7/2161)،
والطبري في " جامع البيان " (16/151) .
وورد نحوه عن زيد بن أسلم التابعي الجليل ،
وعن وهب بن منبه المعروف بالرواية عن الإسرائيليات .
نقل ذلك السيوطي في " الدر المنثور " (4/553) .
وقال ابن القيم رحمه الله :
"الباب السابع والعشرون فيمن ترك محبوبه حراما فبذل له حلالاً أو أعاضه الله خيراً منه :
عنوان هذا الباب وقاعدته أنَّ مَن ترك لله شيئاً عوضه الله خيراً منه ،
كما ترك يوسف الصديق عليه السلام امرأة العزيز لله ،
واختار السجن على الفاحشة ،
فعوضه الله أن مكَّنه في الأرض يتبوأ منها حيث يشاء ،
وأتته المرأة صاغرة سائلة راغبة في الوصل الحلال ،
فتزوجها فلما دخل بها قال : هذا خير مما كنت تريدين .
فتأمل كيف جزاه الله سبحانه وتعالى على ضيق السجن ،
أن مكَّنه في الأرض ينزل منها حيث يشاء ، وأذل له العزيز امرأته ،
وأقرت المرأة والنسوة ببراءته ،
وهذه سنته تعالى في عباده قديماً وحديثاً إلى يوم القيامة"
انتهى من "روضة المحبين" (ص/445) .
وهذا لا يعني القطع بثبوت هذه القصة ،
بل الظاهر أنها مأخوذة عن أهل الكتاب ،
وقد أمرنا بعدم تصديقهم وعدم تكذيبهم أيضاً ،
قال النبي صلى الله عليه وسلم :
(لَا تُصَدِّقُوا أَهْلَ الْكِتَابِ وَلَا تُكَذِّبُوهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا
وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ)
رواه البخاري (4485) وصححه الألباني
في "سلسلة الأحاديث الصحيحة" (422) .
والله أعلم .