(( عصفورتان وشجرة رمان ))
شجرة رمان .. عصفورتان فوقها تغـردان
قالت إحداهن للأخرى :-
أنت أجمـــــــل مني بكثيــــــــــــر
عيناك صافيتان كمياه الغديـــــــر
و ريشك يحمل من الألوان الكثير
حين بصوتك تصدحين
كل الأرض تُسمعيـــــن
وتجيدين فـي غنائك التلحين
وأنا محرومة من كل ما تملكين .
قالت صاحبتها لها : -
هذا هو القضاء خلقنا الله كذلك فهو
علينا يهب ما يشاء .
قالت :-
قد مللت ريشي الباهت وصوتي الخافت
كل شيء مللته ! أريد أن أغير نفسي !!
أريد أن أكون إنسان اسرح وامــــــــرح
على رجلين وتكون لي يدين ولسان وشفتين
أريد أن أكون كالملك الجســــــــور
وتكون لي قصور وحدائق وزهور
وسلطة أسيطر بها على كل الأمور
وحاشية وقانون ودستـــــــــــــــور
فكيف السبيل إلى ذلك ؟؟
أخبريني كيف السبيل لأصير كذلك ؟؟
قالت لها :- لا انصحك أن تفعلي
وعلى حياة الملوك لن تقـــــدري
أتظنين بأنك كل ملك حوى السعادة كلها ؟؟
عن قرارك يا صاحبتي اعدلي .
سأدلك على شيء ...
تذهبين لقصر الملك هناك حيث دولته الزاهية
ومملكته المترامية
ابحثي عنه قصره .. ثم تجسسي على سره
وانظري كيف حياته
وكيف في الليل ابتهالاته
وكيف يواري عن الحاشية سوئآته
ترقبيه في الليل ..
حين يتركنه جواريه ويختلي بنفسه مع هما فيه
ويبيت ساجي الطرف وخوف يعتريـــــــــــــه
الغدر يخشى أن يأتيه من اقرب الناس إليـــــــه.
طارت تلك العصفورة ....
ونحو المملكة البعيدة اتجهت بنفس صبورة
فهي لم تعتد على رحلة كهذه مجهـــــــــولة
وصلت أخيرا ...
يا لا جمال هذا القصر العظيم
قد حوى هذا الملك كل الجاه
كل المال وكل ما هو به عليم .
انزوت العصفورة في ركن من أركان مخدعه
وانتظرت كم قيل لها الليل لترى الملك وتتابعه
تأخر كثيرا !! وهي تقتلع الأمل حينا وتزرعـه
متى يعود الملك ؟ لا أطيق الانتظار أكرهـــه
أخيرا ..... دخل مخدعـــــــــــه
ألقى نفسه على سريره المّذهــــــــب
أطرافه نسجت من خيوط من ذهب
كل شيء في مخدعه من ذهـــــــب
قـــــد أهالها ما رأت من العجــــب
رغم كل هذا النعيم ...
رأت في الملك رجل حزين سقيم
تسللت خيوط قمريه لتسقط على وجهة الملك العظيم
وجه طفولي ؛ عينان كستنائيتان ؛ ويبدو إنسان رحيم
فيمــــــــــــــــــــا تــراه يحدق ؟؟؟
وما الذي يعكــر صفوه ويقلق ؟؟؟
فجأة ...
يثور !!!! ينهض من سريره وفي أرجاء مخدعه يدور
يبحث عن شيء مــــــا ؟؟!!!
يطلبه بإلحاح وثبـــــــــــور
يفتش بلهفة بيـــــــــن أوراقه ..
يتلف بجنونه ولهفته عشرات القصائد
كتبها حين كان فتيـــــــــــــــــا
حين أضحى للحب يوما سميـا
وحين خانه قلبه بالحب منذ أن كان صبيا
ظل يفتش ... ويفتش ...
والأوراق تتناثر في كل مكان
واللهفة تحلق به نحو عالم الحب الذي كان .
أخيرا..... وجدهــــــا
صورة من أحب قلبه
صورة عشقه وحبـه
صورة من أوردته أحواض المنايا
وطهرته يوما من كل الدنايـــــــــا
أنها صورتها
مضى بتأملها ... يضمها حين ويقبلها
يكلمها حين ويخاطبهـــــــــــــــــــــا !
يرتجي منها نطقا فتجيبــــه صمتـــــــــا
يبتسم عمدا فتفرض واقع الجماد فرضا
من تكون تلك التي أســــــــرت من الملك الفؤاد ؟
وحكمت عليـــــــــه حياته بالليل سهــــــــــــــاد ؟
وأجبرته على أن يحــــــــــب في الليل الســـواد ؟
ويشتكي ويلات الهوى ويترك في الحب العناد ؟
ويبكي في الليل أن الشــــــــوق عزف لحن البعاد
هذه هو الإنسان أذن ؟؟؟؟
وهذا هو الملك الذي تمنيت مثله أكون ؟
لالالالا !!! لن أكون !!! هكذا لا أريد أن أكون
سأعود أدراجي إلى وطنـــي
قد كفاني ما رأيت من جنون
هنــــاك حيث شجرة الرمـان
تلاقوا من جديد العصفورتان
فقالت لها :-
يا صاحبتي قد عاينت حياة الإنسان
واقتربت من ملك ذاك الزمـــــــــان
فرأيت الملك قد صار عاشق ولهان
وان ملكه قد أهتز بقوة بركـــــــــان
يا صاحبتي :-
الحب رسم على وجه لوحة بؤس أتقنها كفنان .
لا أريد أن أكون إنسان
دعينا نبقى عصفورتين لا تفارقان شجرة الرمان
فصدحا يغردان ونحو السماء ينظــــران
بكل وجل وامتنان الله تعالى يشكــــران
فهما لنعم الله لا يجحـدان
لا يجحد إلا الإنسان .. الإنسان .
شجرة رمان .. عصفورتان فوقها تغـردان
قالت إحداهن للأخرى :-
أنت أجمـــــــل مني بكثيــــــــــــر
عيناك صافيتان كمياه الغديـــــــر
و ريشك يحمل من الألوان الكثير
حين بصوتك تصدحين
كل الأرض تُسمعيـــــن
وتجيدين فـي غنائك التلحين
وأنا محرومة من كل ما تملكين .
قالت صاحبتها لها : -
هذا هو القضاء خلقنا الله كذلك فهو
علينا يهب ما يشاء .
قالت :-
قد مللت ريشي الباهت وصوتي الخافت
كل شيء مللته ! أريد أن أغير نفسي !!
أريد أن أكون إنسان اسرح وامــــــــرح
على رجلين وتكون لي يدين ولسان وشفتين
أريد أن أكون كالملك الجســــــــور
وتكون لي قصور وحدائق وزهور
وسلطة أسيطر بها على كل الأمور
وحاشية وقانون ودستـــــــــــــــور
فكيف السبيل إلى ذلك ؟؟
أخبريني كيف السبيل لأصير كذلك ؟؟
قالت لها :- لا انصحك أن تفعلي
وعلى حياة الملوك لن تقـــــدري
أتظنين بأنك كل ملك حوى السعادة كلها ؟؟
عن قرارك يا صاحبتي اعدلي .
سأدلك على شيء ...
تذهبين لقصر الملك هناك حيث دولته الزاهية
ومملكته المترامية
ابحثي عنه قصره .. ثم تجسسي على سره
وانظري كيف حياته
وكيف في الليل ابتهالاته
وكيف يواري عن الحاشية سوئآته
ترقبيه في الليل ..
حين يتركنه جواريه ويختلي بنفسه مع هما فيه
ويبيت ساجي الطرف وخوف يعتريـــــــــــــه
الغدر يخشى أن يأتيه من اقرب الناس إليـــــــه.
طارت تلك العصفورة ....
ونحو المملكة البعيدة اتجهت بنفس صبورة
فهي لم تعتد على رحلة كهذه مجهـــــــــولة
وصلت أخيرا ...
يا لا جمال هذا القصر العظيم
قد حوى هذا الملك كل الجاه
كل المال وكل ما هو به عليم .
انزوت العصفورة في ركن من أركان مخدعه
وانتظرت كم قيل لها الليل لترى الملك وتتابعه
تأخر كثيرا !! وهي تقتلع الأمل حينا وتزرعـه
متى يعود الملك ؟ لا أطيق الانتظار أكرهـــه
أخيرا ..... دخل مخدعـــــــــــه
ألقى نفسه على سريره المّذهــــــــب
أطرافه نسجت من خيوط من ذهب
كل شيء في مخدعه من ذهـــــــب
قـــــد أهالها ما رأت من العجــــب
رغم كل هذا النعيم ...
رأت في الملك رجل حزين سقيم
تسللت خيوط قمريه لتسقط على وجهة الملك العظيم
وجه طفولي ؛ عينان كستنائيتان ؛ ويبدو إنسان رحيم
فيمــــــــــــــــــــا تــراه يحدق ؟؟؟
وما الذي يعكــر صفوه ويقلق ؟؟؟
فجأة ...
يثور !!!! ينهض من سريره وفي أرجاء مخدعه يدور
يبحث عن شيء مــــــا ؟؟!!!
يطلبه بإلحاح وثبـــــــــــور
يفتش بلهفة بيـــــــــن أوراقه ..
يتلف بجنونه ولهفته عشرات القصائد
كتبها حين كان فتيـــــــــــــــــا
حين أضحى للحب يوما سميـا
وحين خانه قلبه بالحب منذ أن كان صبيا
ظل يفتش ... ويفتش ...
والأوراق تتناثر في كل مكان
واللهفة تحلق به نحو عالم الحب الذي كان .
أخيرا..... وجدهــــــا
صورة من أحب قلبه
صورة عشقه وحبـه
صورة من أوردته أحواض المنايا
وطهرته يوما من كل الدنايـــــــــا
أنها صورتها
مضى بتأملها ... يضمها حين ويقبلها
يكلمها حين ويخاطبهـــــــــــــــــــــا !
يرتجي منها نطقا فتجيبــــه صمتـــــــــا
يبتسم عمدا فتفرض واقع الجماد فرضا
من تكون تلك التي أســــــــرت من الملك الفؤاد ؟
وحكمت عليـــــــــه حياته بالليل سهــــــــــــــاد ؟
وأجبرته على أن يحــــــــــب في الليل الســـواد ؟
ويشتكي ويلات الهوى ويترك في الحب العناد ؟
ويبكي في الليل أن الشــــــــوق عزف لحن البعاد
هذه هو الإنسان أذن ؟؟؟؟
وهذا هو الملك الذي تمنيت مثله أكون ؟
لالالالا !!! لن أكون !!! هكذا لا أريد أن أكون
سأعود أدراجي إلى وطنـــي
قد كفاني ما رأيت من جنون
هنــــاك حيث شجرة الرمـان
تلاقوا من جديد العصفورتان
فقالت لها :-
يا صاحبتي قد عاينت حياة الإنسان
واقتربت من ملك ذاك الزمـــــــــان
فرأيت الملك قد صار عاشق ولهان
وان ملكه قد أهتز بقوة بركـــــــــان
يا صاحبتي :-
الحب رسم على وجه لوحة بؤس أتقنها كفنان .
لا أريد أن أكون إنسان
دعينا نبقى عصفورتين لا تفارقان شجرة الرمان
فصدحا يغردان ونحو السماء ينظــــران
بكل وجل وامتنان الله تعالى يشكــــران
فهما لنعم الله لا يجحـدان
لا يجحد إلا الإنسان .. الإنسان .