جُمَانَا
هذا دَمِي يَسْعَى إليكِ مُسَلِّمـــــــــا فلرُبَّما مَسَّ الجَنَانَ ورُبَّمــــــــــــــــــا
لَمَسَ العبيرَ .. عبيرَ وجنتِكِ التي هَرَّبْتِها من قُبلتي يومًا ومـــــــــــــــــا
قَرَّبْتِها غَضَبًا وكمْ أتْعَبْتُهـــــــــــا طَلَبًا ومُقْتَرِبًا ومُرْتَقِبًا فَمَـــــــــــــــــــا
أدْنَيْتِها مِنِّي فسُبْحـــــــــــانَ الذي أعطاكِ هذا السحْرَ لكنْ أيْنَمــــــــــــــا
تتهَرَّبي لنْ تَهْرُبي مِن قُبلتـــــــي وثِقِي بأنكِ – يا صبيَّةُ – أيَّمــــــــــــــا
غَرَّبْتِ أو شَرَّقْتِ فالقلبُ الأَبِـــيُّ يُغازِلُ الخَدَّ العَصِيَّ المُلْهَمـــــــــــــــا
بِجُنُونِ ثَغْرٍ فاغِمٍ عَذَّبْتِـــــــــــــهِ ورَحِمْتِهِ وأَحَمْتِهِ حولَ الحِمَــــــــــــى
لكنَّه الآنَ احتمى بجهنَّـــــــــــــمٍ مِن حَرِّ هجرِكِ – يا عَصِيَّةُ – واحْتَمَى
بالنارِ منكِ وطالَما أبْعَدْتُــــــــــه عن ثغرِكِ المعسولِ حتى يَسْلَمـــــــــــا
مِن ظالمٍ أوْ غاشِمٍ أوْ حاكــــــــمٍ يُلْقِيهِ دَوْمًا في المهالكِ مِثْلَمــــــــــــــــا
يُلْقِي ابنُ آدَمَ تِرْبِهُ في حُفـــــــرةٍ ويُهِيلُ – يا وَيْحِي – الترابَ ورُبَّمـــــا
يَرْمِيهِ نَهْبًا للسباعِ ورُبَّمـــــــــــا إِرْبًا يُقَطِّعُهُ فليتَكِ حِينَمـــــــــــــــــــــــا
سَكَنَ الغَرامُ جوانِحِي قَبَّلْتِنِـــــــي وفَكَكْتِ عنْ هَجْري حِصارَكِ لَيْتَمــــــا
أَرْعَى بصدرِكِ ما تفتَّحَ أو تَــدَوَّرَ أو تَكَوَّرَ أو تَحَرَّرَ وانتمـــــــــــــــــــى
لمواكِبي وتجارِبي ورغائِبـــــــي لا تغضبِي مِني فلمْ أكُ مُحْجِمـــــــــــــا
عن رَعْيِ هاتيكَ النهودِ ولَثْمِ هــا تيكَ الجُمَانِ فيا جُمانةُ إنَّمــــــــــــــــــا
أنا شاعرٌ سَكَنَ الجَمالُ عُرُوقَــــهُ وفؤادَه فأصابَه فتَرَنَّمـــــــــــــــــــــــا
بعجائبٍ وفرائدٍ تَنْسَـــــــــابُ مِـنْ قلبي الغريبِ وسِرِّهِ لا سِيَّمـــــــــــــــا
إنْ كان مُنْتَمِيًا إليكِ وسِــــــــــــرُّهُ يا ليتَ قلبَكِ ينتمي لكنَّمـــــــــــــــــــــا
هذا انتماءُ النهرِ حينَ خريـــــرِه والحُبِّ والتَّهْيامِ لَمَّا أنْ نَمـــــــــــــــــا
في القلبِ ، والأزهارِ بينَ ربيعِهـا هذا انتمائي يا جُمانةُ كُلَّمـــــــــــــــــــا
حَدَّثْتُ عنكِ القلبَ أو حُدِّثْتُ عَنْـــ ـكِ بلهفةٍ مِن عاشقٍ غيرِي ارتَمَــــــى
بينَ العصافيرِ التي أسْكَرْتِهــــــــا فتمايَلَتْ سُكْرًا بحُبِّكِ مُنْذُ مـــــــــــــــا
هامتْ بِطَلْعتِكِ البَهِيَّةِ فاسْلَمِـــــــي إني رأيتُكِ للصَّبابةِ أنْجُمـــــــــــــــــــا
وكأنَّما هذي السماءُ تواضَعَــــــتْ وازَّيَّنَتْ لبَهاءِ نُورِكِ عندَمــــــــــــــــا
أَسَرَتْ مَفاتِنُكِ الشُّموسَ وأَسْرَجَتْ مِن نُورِها طَيْرًا يُغَرِّدُ حَيْثُمــــــــــــــا
كُنَّا وكانَ العاشقــــــــــون مَلاحِمًا للعشقِ يَسْحَرُ عُمْرَهُمْ هذا اللَّمَـــــــــى
لُمِّي تَشاعيثَ الفؤادِ وأَطْفِئــــــــي هذي الحرائقَ وارْحَمِي هذا الفَمــــــا
فأنَا الأسيرُ بِسِجْنِ فِتنتِكِ التـــــــي تَغْتالُنِي فلْتَذْكُرِي هذا الدَّمـــــــــــــــا
هذا دَمِي هذا أنَا هُوَ لِلهَــــــــــوى وأنا فؤادٌ للجَمالِ قدِ انتَمَــــــــــــــــى
ما كنتُ إلا عاشقًا أنَا لستُ عِيـــــ ـسَى يا جُمَانُ ولنْ تَكُونِي مَرْيَمــــــــا
تحياتي انا مامون النعانعه
مجــــ لاينزف ـــــــروح
مجــــ لاينزف ـــــــروح