من طبعي أن أحب
جلس عجوز حكيم على ضفة نهر .. وراح يتأمل في الجمال المحيط به ويتمتم بكلمات .. لمح عقرباً وقد وقع في الماء .. وأخذ يتخبط محاولاً أن ينقذ نفسه من الغرق؟!
قرر الرجل أن ينقذه .. مدّ له يده فلسعه العرب .. سحب الرجل يده صارخاً من شدّة الألم .. ولكن لم تمض سوى دقيقة واحدة حتى مدّ يده ثانية لينقذه .. فلسعه العقرب .. سحب يده مرة أخرى صارخاً من شدة الألم .. وبعد دقيقة راح يحاول للمرة الثالثة .. على مقربة منه كان يجلس رجل آخر ويراقب ما يحدث .. فصرخ الرجل: أيها الحكيم، لم تتعظ من المرة الأولى ولا من المرة الثانية .. وها أنت تحاول إنقاذه للمرة الثالثة؟! لم يأبه الحكيم لتوبيخ الرجل .. وظل يحاول حتى نجح في إنقاذ العقرب .. ثم مشى باتجاه ذلك الرجل وربت على كتفه قائلاً: يا بني .. من طبع العقرب أن "يلسع" ومن طبعي أن "أُحب"، فلماذا تريدني أن أسمح لطبعه أن يتغلب على طبعي؟!
وكذلك نحن المسلمون؟!
يجب أن نتسم بصفات الإسلام؟!
وليس بصفات الغرب؟!
لن أغير طبعي وأخلاقي مهما رأيت من خيانة وكذب وزيف وأقنعة وانحلال وضلال .. لن أدع سُم هؤلاء يؤثر على جوارحي .. سأثبت على خُلقي وديني وطبعي حتى لو رأيت كل ذلك؟!