كراهية الذات التي أحبت الحبيب وغدت جزءا منه.
إن من الصعب أن تختار من تُحب، لكن من الأصعب أن تنجح في كراهية من أحببت، وذلك لأن كراهية الحبيب تعني
إن من السهل على من خانته تجربة حب سابقة أن يقع في الحب بسهولة، وذلك لان خيانة الحب تترك خلفها فراغا كبيرا في قلب المُحب يكون بحاجة لمن يملئه، وجرحا عميقا بحاجة ماسة لمن يُداويه. لكن من الصعب على الحبيب الجديد أن يملأ الفراغ وأن يداوي الجرح بالسرعة المطلوبة، وذلك لان فراغ الهجر وجرح الخيانة يتحولان بسرعة إلى ذاكرة تغوص في الأعماق بعيدا عن الواقع وتجعل من الصعب على الحبيب الجديد الوصول إليها والتغلب عليها.
أن الشعور بالحب هو شعور إنساني جميل، وذلك لأن الحب إحساس بالدفء بعيدا عن النار وحرارة الشمس الحارقة.. إنه شمس شتاء بارد تطل من شرفة بيت زجاجي، تبعث فيه الدفء على مدى لحظات حالمة لا تدوم طويلا. لكن الحب، كشمس الشتاء تماما، سرعان ما يتوارى خلف أسراب الضباب التي تكتنف الحياة وترفض أن تتركها وحالها، تعيش وهمها وحلمها دون إزعاج.
إن فقدان القدرة على الحب، حب الآخر وليس حب الأشياء والأموال، هو شيء مخيف.. إنه حدث يخفض منزلة الإنسان كثيرا ويختصر إنسانيته ليصبح أقرب إلى الحيوان الذي يتحرك بناء على غريزة أنانية أو مدمرة أو انتقامية متأصلة فيه، وليس بناء على عواطف نابعة من القلب وجماليات يحلم بها العقل في نومه ويتخيلها في يقظته.
إن الوداع هو أصعب ما في الحب، لكن الأصعب هو فراق الحبيب دون وداع.
إن من القبل ما أحيا، وإن من الحب ما قتل.
إن بإمكان الإنسان أن يستمتع بممارسة الجنس مع الآخر دون أن يبادله الحب، لكن من شبه المستحيل أن يستمتع الإنسان بالحب دون ممارسة الجنس مع الحبيب.
إن قبلة النهار أكثر عذوبة من قبلة الليل، لكنها أقل جرأة وأقصر عمرا.. إنها النشوة المسكونة بالخوف من عقاب السلطة أو التقاليد، والتحدي الذي يعرف أن مصيره الهزيمة في نهاية المطاف.
يتصف الحب الحقيقي بالجرأة والدفء والصدق. وهذا يعني أنه كلما كان المُحب جريئا كلما كان الجسد أكثر دفئا وكان الحب أكثر صدقا. وفي المقابل، كلما كان المحب مترددا أو جبانا كلما كان الجسد باردا وكان الحب مزيفا أو ضعيفا. وهذا بدوره يجعل حرارة الجسد بوابة للحياة وبداية لإزهار شجيرة الحب، ويجعل البرودة بوابة لذبول الحياة وموت أزهار الحب.
المشاركة في الشعور هي روح الحب.. والحب هو روح الحياة.. والحياة هي روح الوجود. الوجود بلا حب، هو وجود بلا حياة، بلا معنى.. هو نهاية لحياة بلا بداية.. حياة بدأت مفرغة بلا غاية، وانتهت تائهة بلا دراية، وغدت سحابة عابثة بلا هواية. الحياة بلا حب هي رواية حزينة تحكي حكاية النهاية دون أن تذكرنا بالبداية.
إن من الضروري أن نحتفل بالحياة لأنها أجمل وأعظم فرصة للإنسان كي يستمتع بالحياة على الأرض، ولذا كان علينا أن نقدس الحب لأنه النبع الذي يغذي رحيق الحياة ويجعل لها روحا ومعنى. قد يكون ما بعد الحياة هو نهاية النهاية، وقد يكون بداية لحكاية جديدة مثيرة ينتظرها الكثيرون بشغف، لكن الجميع يهابها ولا يريدها أن تأتي أبدا. وبالرغم من أن ما بعد الحياة قد يكون جميلا وعظيما، فإنه لا يوجد أحد يعرف له مكان أو مضمون أو زمان أو عنوان.
والعشق هو التعبد في محراب الحب بالقرب من الحبيب الذي يذكرك دوما بالخوف من أن السير على هديه قد يكون هو بداية لشوق حارق وظمئ سائر على طريق وعرة لا تعرف غير الغواية.
الحب وحده ليس كافيا لحياة إنسانية ممتعة ومثمرة، والحياة بأكملها ليست كافية ليعيش الإنسان متعة حب حقيقية.
الحب هو محراب مهيب تؤمه كل القلوب، والحبيب هو الوثن الذي يأخذك من الدنيا لتعيش معه في دنيا حلم بلا نهاية،