زهر الياسمين
عضو جديد
مع إقتراب العد التنازلي لانطلاق منافسات نهائيات أمم آسيا لكرة القدم، التي ستقام في العاصمة القطرية الدوحة خلال الفترة من 7 الى 29 كانون الثاني (يناير) المقبل، يسعى المنتخب الوطني لكرة القدم الى المضي قدما في برنامج التحضير، لخوض المباريات الرسمية أمام منتخبات اليابان والسعودية وسورية أيام 9 و13 و17 كانون الثاني المقبل، ويسبق هذه المباريات الثلاث إقامة مباراتين وديتين أمام منتخبي البحرين واوزبكستان، خلال المعسكر التدريبي الذي سيقيمه المنتخب في مدينة دبي بدءا من 25 كانون الأول (ديسمبر) الحالي.
ومع توقف المنافسات الكروية المحلية منذ يوم السبت الماضي، فإن اهتمام الجماهير الكروية ينصب في اتجاه ما سيقدمه المنتخب من أداء وما سيحققه من نتائج في المباريات الثلاث، التي إما تؤهله لنيل احدى بطاقتي التأهل عن المجموعة الثانية الى دور الثمانية، وإما أن تضع حدا لمسيرته وتخرجه من الدور الأول للبطولة.
وربما كان المنتخب الوطني يعول على مباراة ودية قوية قبل الشروع في معسكر دبي، لكن الغاء المباراة الودية من قبل الاتحاد المصري، أحدث إرباكا لدى الجهاز الفني للمنتخب الوطني بقيادة عدنان حمد، وأصبح البحث عن مباراة ودية بديلة أشبه بالبحث عن إبرة في كومة قش، لأن الاتصالات الجارية مع الجانب العراقي لم تثمر عن قرار إيجابي.
ولعل التاريخ المشرق لمنتخبي اليابان والسعودية في النهائيات الآسيوية السابقة، بالاضافة الى تجاربهما في بطولات كأس العالم، ترك انطباعا لدى غالبية المتابعين والنقاد بأن بطاقتي التأهل ستذهبان للمنتخبين الياباني والسعودي، فيما يتنافس المنتخب مع نظيره السوري على المركز الثالث، وهو مركز في المحصلة النهائية لا يقدم ولا يؤخر ولا يدخل في حسبة المنافسة والتأهل.
ولعل التجربة السابقة والوحيدة للمنتخب في النهائيات الآسيوية التي استضافتها الصين في العام 2004، قد تعطي صورة عن واقع المنافسة، ذلك أن المنتخب وقع آنذاك في مجموعة صعبة للغاية وضعته مع منتخبات كوريا الجنوبية والإمارات والكويت.
آنذاك ذهب المنتخب بقيادة المدير الفني المصري محمود الجوهري الى الصين، وهو يدرك بأن المهمة صعبة للغاية إن لم تكن مستحيلة، خصوصا وأن البداية كانت مع كوريا الجنوبية، وبحكمة كروية قاد الجوهري المنتخب الى تعادل سلبي أمام منتخب كوريا أفرح الكوريين كثيرا بعد أن أفلتوا من الخسارة، رغم أن أوصال الجماهير كانت ترتجف قبل بدء المباراة، خصوصا وأن "النمر الكوري" لا يعرف الشفقة مطلقا، وخارج للتو من انجاز في مونديال 2002، وأصبح يوم 19 تموز (يوليو) من العام 2004 شاهدا على حكاية إبداع سردها "النشامى" أمام الناظرين.
ودقت ساعة الحقيقة أمام الكويت، وبهدفين جميلين سجلا في وقت متأخر أصبح المنتخب على بعد خطوة من دور الثمانية، وإكتملت الفرحة بتعادل بطعم الفوز أمام الإمارات، ليتأهل المنتخب الى الدور الثاني ويواجه المنتخب الياباني، الذي وقف الحظ معه بقوة فتأهل الى دور الأربعة على حساب منتخبنا، بعد حكاية ركلات الترجيح الغريبة والعجيبة.
واليوم يستعد اللاعبون الى دخول تحد جديد لا يقل قوة عن التحدي السابق.. صحيح أن البعض سيقول أين منتخب اليوم من منتخب أمس؟... ذلك أن كثيرا من النجوم إعتزلوا وغابت شمسهم مثل عبدالله أبو زمع وفيصل ابراهيم وبدران الشقران وحسونة الشيخ وهيثم الشبول وراتب العوضات وخالد سعد وأنس الزبون، ولم يبق من المنتخب السابق سوى حاتم عقل وبشار بني ياسين وعامر شفيع وعامر ذيب.
لكن منتخب اليوم لا يقل إرادة ورغبة في إثبات الذات عن المنتخب السابق، وفي صفوفه نخبة من اللاعبين الذين يتشوقون الى منافسات الدوحة لعلهم يعيدون البسمة الى شفاه الجماهير، ولعلهم في ظل هذا التحدي يعيدون الى الأذهان ما فعلوه قبل نحو عام، عندما عادوا الى المنافسة على إحدى بطاقتي التأهل من بعيد، بعد أن كادت النتائج السلبية تودي بهم الى قارعة طريق التصفيات، بعد أن جمع المنتخب نقطة واحدة في أول ثلاث مباريات، اثر خسارتين أمام سنغافورة 1-2 وإيران 0-1 وتعادل سلبي مع تايلند، لكن لقاء المنتخب أمام نظيره الإيراني في عمان كان بمثابة الحد الفاصل بين خروج مبكر ومحزن، وتأهل يأتي بشق الأنفس لكنه يقطر حلاوة، وتمكن المنتخب من جمع 7 نقاط في ثلاث مباريات تشكل رحلة الاياب، ففاز على إيران 1-0 وعلى سنغافورة 2-1 وتعادل مع تايلند 0-0.
هي الارادة والرغبة في الفوز، التي تعد بمثابة "السلاح السري" في جعبة نجوم الكرة الأردنية، الذين تنتظرهم مواجهات قوية لا مستحيل فيها، ذلك أن المنتخب أثبت على الدوام أنه على قدر التحديات، وأنه يقدم أفضل ما لديه أمام المنتخبات الكبيرة، ولذلك لا بد من الثقة بالمنتخب ومنح نجومه الفرصة لكي يثبتوا جدارتهم، ولعل نهائيات الدوحة تعيد بريق الضوء على المنتخب بعد سنوات عجاف.
عن الغد