سلطي وافتخر
عضو جديد
ينعي مدير وأسرة مدارس الكلية العلمية الإسلامية وفاة الطالب النجيب الطالب الخلوق المرحوم عمر عبد الفتاح محمود أبو حسان أثر حادث مؤسف.....
هكذا تلقيت الخبر أنا شخصياً في طابور صباح يوم السبت الموافق 26/4/1986 حيث كنت طالب ثاني ثانوي (حادي عشر) في مدرسة الكلية العلمية الإسلامية وكان عمر رحمه الله ابن صفي وصديق لي وكان عمرنا آنذاك (16) عام وكنا نلتقي مراراً في ستاد عمان لمشاهدة مباريات الفيصلي، ويوم الجمعة الموافق 25/4/1986 كانت موعد مبارة كأس الكؤوس ما بين فريقي الفيصلي والوحدات تحت رعاية سيد البلاد الملك عبد الله الثاني بن الحسين حفظه الله ورعاه عندما كان أميراً ورئيساً لاتحاد كرة القدم آنذاك.
يروي والده الدكتور الأستاذ عبد الفتاح أبو حسان "أبو فراس" قصة وداعه ويقول: طلبت من عمر يومها عدم الذهاب للمباراة، وكأن قلبي لديه إحساس بالمجهول... ولكن عمر رفض يومها وأصر على الذهاب وقال لي بالحرف الواحد ( سأذهب حتى ولو بموت)....
- لله درك يا عمر تعشق الفيصلي حتى الممات وتدفع الثمن غالياً وتذهب بلا رجعة وتبقى الحسرة والغصة في قلب كل من عرفك لأن كل من عرفك أحبك....-
ويكمل والده: فذهب عمر يومها إلى الحلاق ثم لصلاة الجمعة وبعدها أخذته لتناول الغداء هو ووالدته وإخوانه في إحدى المطاعم في مدينة عمان وبعدها أوصلته بنفسي لمدينة الحسين للشباب..... ولو كنت أعلم ماذا سيحصل وماذا ينتظر عمر هناك لامتنعت ولكن إذا وقع القدر عمي البصر....
وذهبت يومها أنا ومجموعة من الأصدقاء لمشاهدة المباراة وشاهدنا المرحوم في الدرجة الأولى واضعاً على رأسه عصبة زرقاء وفاءً للنادي الذي أحب حيث وصل للملعب قبلنا. بدأت المباراة وبدأ العد التنازلي لمصير عمر المحتوم وعمر جالس يتابع المباراة بهدوئه وأخلاقه وشهامته التي عرفها كل أصدقائه وأحبابه كان رحمه الله يومها في أبها صوره وكأنه مستعد للقاء آخر بعيد عن المباراة........ انتهت المباراة وكانت فرحتنا بانتصار الفيصلي وحصوله على بطولة كأس الكؤوس آنذاك، ولكن الفرحة لم تتم طويلاً دقائق أو قل ثواني وبدأ جمهور نادي الوحدات، وأثناء تتويج فريق النادي الفيصلي، بدؤوا يرمون رجال الأمن بالحجارة والعبوات فقام رجال الأمن بإطلاق القنابل المسيلة للدموع لكبح شغب جمهور الوحدات فقام أحد مشجعي نادي الوحدات الجالسين في الدرجة الثانية بأخذ أحد القنابل التي سقطت على الدرجة الثانية وقام برميها على جمهور الفيصلي الذي كان في الدرجة الأولى( على يمين المنصة) وسقطت القنبلة عند الباب كما هو موضح بالصورة أدناه( حيث كان ستاد عمان سابقاً يحوي ثلاث درجات، أولى على يمين ويسار المنصة، ثانية على يمين ويسار الأولى، وثالثة مقابل الأولى والثانية وخلف الجوال) وكما يبدو فقد كان عمر في ممر المدخل يهم بالخروج والباب الخارجي مغلق حتى يغادر الضيوف الرسمين المنصة ونحن في المدرجات ننتظر أن تخف الأزمة على الباب فعمت الفوضى عند الباب ومع تدافع داخل الممر اختنق عمر وسقط على الأرض وبما أن ممر مدخل الدرجة الأولى مغلق فلم يستطع عمر أخذ أنفاسه ، تفرقنا من أثار الغاز المسيل للدموع ولم يدري كل واحد منا وجهته، وعندما خف أثار الغاز استطعت الخروج من الاستاد فشاهدت صديقي عمر مسجى على الأرض ورغم آثار الدخان إلا أن وجهه كان يشع نوراً لم أعرف بأن عمر توفي حتى هذه اللحظة اعتقدت بأنه مغمى عليه فقط! ثم قام رجال الأمن بإبعادنا عنوة وحضرت سيارة الإسعاف وتم نقل عمر لمستشفى الجامعة الأردنية ويبدو بأنه كان قد فارق الحياة في الملعب يوم الجمعة 25/4/1986 لحظة آذان المغرب ولتتأكد وفاته هناك ولم نعلم ذلك إلا عندما تم نعيه إلينا بواسطة إدارة المدرسة.
نحن عدنا لأهلنا وعمر لم يعود! أهو نصيب! أم هو القدر! ولكن قدر الله وما شاء فعل اللهم لا اعتراض على حكمتك، كان المرحوم بإذن الله متديناً وفياً لكل أصدقائه رياضياً يعشق النادي الفيصلي ويعشق مدينة السلط مسقط رأس عشيرته وقد كان شهماً يحب القراءة وكان محبوباً من جميع رفاقه وأساتذته وكان رحمه الله يساعد الصغار في قطع الشوارع أمام المدرسة وكان مطيعاً باراً بوالديه واصلاً لأرحامه وطالباً نجيباً متفوقاً.
هكذا عشت مأساة عمر رحمه الله ولم تسعفني نفسي للعودة لاستاد عمان الدولي لمدة فاقت العشر سنين لكيلا أتذكر المشهد.... هذه قصة شاب عشق الزعيم حتى لقي حذفه وبقى القاتل غير معروف وسجلت القضية ضد مجهول رغم تشكيل لجنة تحقيق على مستوى رفيع وأذكر سنتها وبتوجيهات عليا فرضت على نادي الوحدات عقوبات جمة وتم شطب اسم نادي الوحدات وتغيير اسمه ليصبح نادي الضفتين وعين المرحوم معالي الشيخ عاكف الفايز رئيساً للنادي آنذاك، ولكن عمر ذهب بلا عودة، ودموع أمه لم تجف منذ ذلك التاريخ لأن عمر كان غالياً وحسبنا أن لاحول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم
قال تعالى(( وبشر الصابرين، الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا اليه راجعون ))
رحمك الله يا عمر برحمته وغفر لك ووسع عليك قبرك ورزقك الجنة بدون حساب
اللهم اغفر له وارحمه ، وعافه واعف عنه ، لقِّه الأمن والبشرى والكرامة والزلفى ، اللهم جازه بالحسنات إحسانا وبالسيئات عفواً وغفرنا ، اللهم اغسله بالماء والثلج والبرد ، نقه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس ، أبدله أهلاً خيراً من أهله ، وداراً خيراً من داره، وجيراناً خيراً من جيرانه ، اللهم لا تحرمنا أجره ، ولا تفتنا بعده ، واغفر لنا وله.
وإنا لله وإنا له راجعون،،،،
((الموضوع بقلم معاذ أبو زيد ))
المصدر الفيصلي نت
الله يرحمك ياعمر قصتك علمتني حب الفيصلي اكثر واكثر الله يرحمك ياابن السلط ويشل ايد المجرم الهمجي الي بسببو مت ويشل ايد الهمج الي عملو شغب الجمعه الماضيه
يروي والده الدكتور الأستاذ عبد الفتاح أبو حسان "أبو فراس" قصة وداعه ويقول: طلبت من عمر يومها عدم الذهاب للمباراة، وكأن قلبي لديه إحساس بالمجهول... ولكن عمر رفض يومها وأصر على الذهاب وقال لي بالحرف الواحد ( سأذهب حتى ولو بموت)....
- لله درك يا عمر تعشق الفيصلي حتى الممات وتدفع الثمن غالياً وتذهب بلا رجعة وتبقى الحسرة والغصة في قلب كل من عرفك لأن كل من عرفك أحبك....-
ويكمل والده: فذهب عمر يومها إلى الحلاق ثم لصلاة الجمعة وبعدها أخذته لتناول الغداء هو ووالدته وإخوانه في إحدى المطاعم في مدينة عمان وبعدها أوصلته بنفسي لمدينة الحسين للشباب..... ولو كنت أعلم ماذا سيحصل وماذا ينتظر عمر هناك لامتنعت ولكن إذا وقع القدر عمي البصر....
وذهبت يومها أنا ومجموعة من الأصدقاء لمشاهدة المباراة وشاهدنا المرحوم في الدرجة الأولى واضعاً على رأسه عصبة زرقاء وفاءً للنادي الذي أحب حيث وصل للملعب قبلنا. بدأت المباراة وبدأ العد التنازلي لمصير عمر المحتوم وعمر جالس يتابع المباراة بهدوئه وأخلاقه وشهامته التي عرفها كل أصدقائه وأحبابه كان رحمه الله يومها في أبها صوره وكأنه مستعد للقاء آخر بعيد عن المباراة........ انتهت المباراة وكانت فرحتنا بانتصار الفيصلي وحصوله على بطولة كأس الكؤوس آنذاك، ولكن الفرحة لم تتم طويلاً دقائق أو قل ثواني وبدأ جمهور نادي الوحدات، وأثناء تتويج فريق النادي الفيصلي، بدؤوا يرمون رجال الأمن بالحجارة والعبوات فقام رجال الأمن بإطلاق القنابل المسيلة للدموع لكبح شغب جمهور الوحدات فقام أحد مشجعي نادي الوحدات الجالسين في الدرجة الثانية بأخذ أحد القنابل التي سقطت على الدرجة الثانية وقام برميها على جمهور الفيصلي الذي كان في الدرجة الأولى( على يمين المنصة) وسقطت القنبلة عند الباب كما هو موضح بالصورة أدناه( حيث كان ستاد عمان سابقاً يحوي ثلاث درجات، أولى على يمين ويسار المنصة، ثانية على يمين ويسار الأولى، وثالثة مقابل الأولى والثانية وخلف الجوال) وكما يبدو فقد كان عمر في ممر المدخل يهم بالخروج والباب الخارجي مغلق حتى يغادر الضيوف الرسمين المنصة ونحن في المدرجات ننتظر أن تخف الأزمة على الباب فعمت الفوضى عند الباب ومع تدافع داخل الممر اختنق عمر وسقط على الأرض وبما أن ممر مدخل الدرجة الأولى مغلق فلم يستطع عمر أخذ أنفاسه ، تفرقنا من أثار الغاز المسيل للدموع ولم يدري كل واحد منا وجهته، وعندما خف أثار الغاز استطعت الخروج من الاستاد فشاهدت صديقي عمر مسجى على الأرض ورغم آثار الدخان إلا أن وجهه كان يشع نوراً لم أعرف بأن عمر توفي حتى هذه اللحظة اعتقدت بأنه مغمى عليه فقط! ثم قام رجال الأمن بإبعادنا عنوة وحضرت سيارة الإسعاف وتم نقل عمر لمستشفى الجامعة الأردنية ويبدو بأنه كان قد فارق الحياة في الملعب يوم الجمعة 25/4/1986 لحظة آذان المغرب ولتتأكد وفاته هناك ولم نعلم ذلك إلا عندما تم نعيه إلينا بواسطة إدارة المدرسة.
نحن عدنا لأهلنا وعمر لم يعود! أهو نصيب! أم هو القدر! ولكن قدر الله وما شاء فعل اللهم لا اعتراض على حكمتك، كان المرحوم بإذن الله متديناً وفياً لكل أصدقائه رياضياً يعشق النادي الفيصلي ويعشق مدينة السلط مسقط رأس عشيرته وقد كان شهماً يحب القراءة وكان محبوباً من جميع رفاقه وأساتذته وكان رحمه الله يساعد الصغار في قطع الشوارع أمام المدرسة وكان مطيعاً باراً بوالديه واصلاً لأرحامه وطالباً نجيباً متفوقاً.
هكذا عشت مأساة عمر رحمه الله ولم تسعفني نفسي للعودة لاستاد عمان الدولي لمدة فاقت العشر سنين لكيلا أتذكر المشهد.... هذه قصة شاب عشق الزعيم حتى لقي حذفه وبقى القاتل غير معروف وسجلت القضية ضد مجهول رغم تشكيل لجنة تحقيق على مستوى رفيع وأذكر سنتها وبتوجيهات عليا فرضت على نادي الوحدات عقوبات جمة وتم شطب اسم نادي الوحدات وتغيير اسمه ليصبح نادي الضفتين وعين المرحوم معالي الشيخ عاكف الفايز رئيساً للنادي آنذاك، ولكن عمر ذهب بلا عودة، ودموع أمه لم تجف منذ ذلك التاريخ لأن عمر كان غالياً وحسبنا أن لاحول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم
قال تعالى(( وبشر الصابرين، الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا اليه راجعون ))
رحمك الله يا عمر برحمته وغفر لك ووسع عليك قبرك ورزقك الجنة بدون حساب
اللهم اغفر له وارحمه ، وعافه واعف عنه ، لقِّه الأمن والبشرى والكرامة والزلفى ، اللهم جازه بالحسنات إحسانا وبالسيئات عفواً وغفرنا ، اللهم اغسله بالماء والثلج والبرد ، نقه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس ، أبدله أهلاً خيراً من أهله ، وداراً خيراً من داره، وجيراناً خيراً من جيرانه ، اللهم لا تحرمنا أجره ، ولا تفتنا بعده ، واغفر لنا وله.
وإنا لله وإنا له راجعون،،،،
((الموضوع بقلم معاذ أبو زيد ))
المصدر الفيصلي نت
الله يرحمك ياعمر قصتك علمتني حب الفيصلي اكثر واكثر الله يرحمك ياابن السلط ويشل ايد المجرم الهمجي الي بسببو مت ويشل ايد الهمج الي عملو شغب الجمعه الماضيه
