الورده النقية
عضو مميز
[FONT="]يوم الرحيل[/FONT]------------------
[FONT="]يتذكر سعيد صديقه الزبير وطيشه ونزقه، والأعمال الشيطانية التي كانا يقومان بها، حين يشتد الصيف في وهران، وهما يركضان من شارع إلى شارع، ومن زقاق إلى زقاق..يجريان ويقفز الواحد فوق الآخر، منبسطان فرحان، وكأن الدنيا ليس فيها هم ولا غم .. أيام كانا يقرعان أبواب منازل الفرنسيين ويفران صارخين نحو البحر، مارين من حارات كثيرة، عابثين بالأزبال التي كان الفرنسيون يضعونها أمام الباب، وبالمزهريات التي يتركونها في الخارج..[/FONT]
[FONT="] لم ينس سعيد يوم فاجأهم كلب حراسة ضخم، كان يتربص بهم، وكاد ينشب أنيابه في بطنه، لولا أن الله كان به لطيف رحيم.. وكاد قلبه أن يخرج من جوفه من الهلع.. ومن يومها أبطلا عادة الهجوم على الأبواب والأزبال..[/FONT]
[FONT="] كانا يفتشانها كما يفعل رجال الجمارك في الحدود القريبة..ويمثل الزبير دور الجمركي، ويمثل سعيد دور مهاجر عائد إلى الوطن: [/FONT]
[FONT="]ـ افتح "البليزة" (الحقيبة) ماذا تحمل هنا؟ حشيشا أما رصاصا ؟؟[/FONT]
[FONT="]ـ مجرد ثياب بالية وأشياء بسيطة للعائلة ..أنت تعرف العائلة تنتظر المهاجرين بفارغ صبر.[/FONT]
[FONT="]ـ هذا الحمل يغرق سفينة وتقول أشياء بسيطة؟؟، أهذه مجرد هدايا؟؟، بدأ الجمركي يلقي في قسوة وقوة بأشياء سعيد على الأرض كيف ما اتفق ؟؟[/FONT]
[FONT="]ـ ماهذه المحركات؟ دراجة نارية مفصلة قطع غيار؟ دراجات هوائية؟ سأخبر (الشاف) .. سيذهب كل هذا إلى المحجز البلدي.[/FONT]!!!.
[FONT="]ـ همهم سعيد..[/FONT]
[FONT="]ـ انزل كل الحمولة.. ستدفع الضريبة ؟ [/FONT]
[FONT="] نظر إليه الجمركي نظرة ارتياب وشك..وتابع:[/FONT]
[FONT="]ـ رجال الجمارك يشكون حتى في أنفسهم..[/FONT]
[FONT="] يضع سعيد يده في جيبه، ويخرج أوراقا مالية يدسها في يد الجمركي الذي ظل متكئا على حقيبة السيارة .[/FONT]
[FONT="]ـ اجمع قبل أن يراك (الشاف).[/FONT]
[FONT="]ويضحكان على تمثيل هذا المشهد. [/FONT]
[FONT="]قال الزبير معلقا:[/FONT]
[FONT="]إلى متى يبقى هذا الوضع النتن في بلداننا؟ متى نلحق بالركب الأوروبي؟ هل نحن مخلوقات من نوع رديء، لا نتعلم، لانتربى، لا نستقيم؟ لماذا لا نتعلم من غيرنا الديموقراطية وحقوق الإنسان؟؟[/FONT]
[FONT="]قال سعيد:[/FONT]
[FONT="]إن الشعب هو المسؤول، هو الذي ينبغي أن يشكك فيهم، وأن يسائلهم، وأن يحاسبهم، ولكن متى يحين ذلك الوقت...أنظر إلى العمارات التي بنوها، وإلى السيارات التي يركبونها، ولاسيما جمارك الحدود، وإلى لباس أولادهم وبناتهم .. إنها من السلع التي يغتصبونها من اليتامى والأرامل التي تهربها عبر الحدود من أجل لقمة عيش مغمسة في الوحل.. ومن المال الذي ينهبونه من العائدين من المهجر، لا أحد منهم يعرف الحلال والحرام، إنها بالوعات الوادي الحار تبلع كل شيء.[/FONT]
[FONT="]أحس سعيد أن غصة ضغطت على صدره دفعة واحدة... وفي هذه الأثناء بدأت الحافلات والشاحنات في الإقلاع وقد اهتز كيان الجميع.[/FONT]
[FONT="]قال الزبير:[/FONT]
[FONT="]ـ الموت أهون علي من هذه اللحظات..[/FONT]
[FONT="]يتذكر سعيد صديقه الزبير وطيشه ونزقه، والأعمال الشيطانية التي كانا يقومان بها، حين يشتد الصيف في وهران، وهما يركضان من شارع إلى شارع، ومن زقاق إلى زقاق..يجريان ويقفز الواحد فوق الآخر، منبسطان فرحان، وكأن الدنيا ليس فيها هم ولا غم .. أيام كانا يقرعان أبواب منازل الفرنسيين ويفران صارخين نحو البحر، مارين من حارات كثيرة، عابثين بالأزبال التي كان الفرنسيون يضعونها أمام الباب، وبالمزهريات التي يتركونها في الخارج..[/FONT]
[FONT="] لم ينس سعيد يوم فاجأهم كلب حراسة ضخم، كان يتربص بهم، وكاد ينشب أنيابه في بطنه، لولا أن الله كان به لطيف رحيم.. وكاد قلبه أن يخرج من جوفه من الهلع.. ومن يومها أبطلا عادة الهجوم على الأبواب والأزبال..[/FONT]
[FONT="] كانا يفتشانها كما يفعل رجال الجمارك في الحدود القريبة..ويمثل الزبير دور الجمركي، ويمثل سعيد دور مهاجر عائد إلى الوطن: [/FONT]
[FONT="]ـ افتح "البليزة" (الحقيبة) ماذا تحمل هنا؟ حشيشا أما رصاصا ؟؟[/FONT]
[FONT="]ـ مجرد ثياب بالية وأشياء بسيطة للعائلة ..أنت تعرف العائلة تنتظر المهاجرين بفارغ صبر.[/FONT]
[FONT="]ـ هذا الحمل يغرق سفينة وتقول أشياء بسيطة؟؟، أهذه مجرد هدايا؟؟، بدأ الجمركي يلقي في قسوة وقوة بأشياء سعيد على الأرض كيف ما اتفق ؟؟[/FONT]
[FONT="]ـ ماهذه المحركات؟ دراجة نارية مفصلة قطع غيار؟ دراجات هوائية؟ سأخبر (الشاف) .. سيذهب كل هذا إلى المحجز البلدي.[/FONT]!!!.
[FONT="]ـ همهم سعيد..[/FONT]
[FONT="]ـ انزل كل الحمولة.. ستدفع الضريبة ؟ [/FONT]
[FONT="] نظر إليه الجمركي نظرة ارتياب وشك..وتابع:[/FONT]
[FONT="]ـ رجال الجمارك يشكون حتى في أنفسهم..[/FONT]
[FONT="] يضع سعيد يده في جيبه، ويخرج أوراقا مالية يدسها في يد الجمركي الذي ظل متكئا على حقيبة السيارة .[/FONT]
[FONT="]ـ اجمع قبل أن يراك (الشاف).[/FONT]
[FONT="]ويضحكان على تمثيل هذا المشهد. [/FONT]
[FONT="]قال الزبير معلقا:[/FONT]
[FONT="]إلى متى يبقى هذا الوضع النتن في بلداننا؟ متى نلحق بالركب الأوروبي؟ هل نحن مخلوقات من نوع رديء، لا نتعلم، لانتربى، لا نستقيم؟ لماذا لا نتعلم من غيرنا الديموقراطية وحقوق الإنسان؟؟[/FONT]
[FONT="]قال سعيد:[/FONT]
[FONT="]إن الشعب هو المسؤول، هو الذي ينبغي أن يشكك فيهم، وأن يسائلهم، وأن يحاسبهم، ولكن متى يحين ذلك الوقت...أنظر إلى العمارات التي بنوها، وإلى السيارات التي يركبونها، ولاسيما جمارك الحدود، وإلى لباس أولادهم وبناتهم .. إنها من السلع التي يغتصبونها من اليتامى والأرامل التي تهربها عبر الحدود من أجل لقمة عيش مغمسة في الوحل.. ومن المال الذي ينهبونه من العائدين من المهجر، لا أحد منهم يعرف الحلال والحرام، إنها بالوعات الوادي الحار تبلع كل شيء.[/FONT]
[FONT="]أحس سعيد أن غصة ضغطت على صدره دفعة واحدة... وفي هذه الأثناء بدأت الحافلات والشاحنات في الإقلاع وقد اهتز كيان الجميع.[/FONT]
[FONT="]قال الزبير:[/FONT]
[FONT="]ـ الموت أهون علي من هذه اللحظات..[/FONT]
