مہجہرد إنہسہآن
ادارة الموقع
إلى ولدي وحبيبي.. عطر نفسي.. وفلذة كبدي.. إلى مَن رزقني الله تعالى به وأقرّ برؤيته عيني، فكنت له دواء ولنوره جلاء، ولمرضه شفاء. إنها رسالة من قلبي المحب يهديها لحبيبه وقد بلغ حبه منه مبلغاً عظيماً اختلط فيه بجسدي كله، دمي ولحمي وعظامي فصار جزءاً لا يتجزأ منه، حباً فاض حتى بلغ من القلوب شغافها! ذلك لأنه عندي أجمل وأرق نسمة، وأفضل وأطيب عطر، وهو الزهرة اليانعة التي تجمّل بستان حياتي المزهر به، وبدونه يكون ذابلاً مصفراً ما يلبث أن يصير حطاماً تذروه الرياح.. إنها رسالة أبعثها حباً وشوقاً، ورحمة وحناناً لولدي.. كسبي وذخري في حياتي، وعملي وزادي بعد مماتي.
- أتعرف ما البنوّة يا ولدي؟
إنها النعمة التي امتن الله تعالى بها على عباده، فقال لهم مذكراً: (وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ...) (النحل/ 72). وهي زينة الحياة الدنيا كما قال عزّ وجلّ: (الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا...) (الكهف/ 46).. إنها امتداد لعمري واستمرار لعملي، أخرجُ فيها مكنون قلبي الذي فطره الله عزّ وجلّ على حب الولد والتشوُّف إلى الأبوّة، أتعرف يا ولدي كم من العمر قضيته أفرغتُ عليك فيه من حبي وعطفي، وألبستك فيه ثوب عطائي وبذلي، ومنحتك معه صيانتي وأدبي، لتصير فيما بعد إنساناً صالحاً، مرفوع الهامة، قوي البنية، ثابت الجنان، يُشار إليه بالبنان.. حتى إذا ما بلغتَ أنت مرحلة الشباب وبلغتُ أنا مرحلة الكهولة والشيخوخة، كنت لي الصاحب في غربتي، والأنيس في وحدتي، والسند عند ضعفي، تبدد أحزاني بقربك مني، وتزيل مخاوفي بحبك لي، وتعينني على نوائب الدهر بقلبك الحاني، فتكون لي اليد إذا ما كلّت يداي، والعين إذا ما ضعفت عيناي، والسند متى ما وهنت الرجلان، وتلك كلها مجتمعة في وصية ربّنا الرحيم الرحمن حين قال: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا) (الإسراء/ 23-24).
- كم أحنيتُ لك ظهري لتمتطيه..
فلعلك لا تذكر يا بنيّ وأنت صغير كم من الوقت كنت أقضيه معك؛ أحكي لك القصص وألعب معك باللعَب، وكم اتخذتَ من ظهري جواداً، ومن شعري لجاماً، كم جعلت من حجري سريراً، ومن كتفي مقعداً، ومن رقبتي مُرتقى، وكم من المرّات مسحتُ عنك الأذى بيميني فلم أتأفف، وإذا ما مرضتَ فأنا المريض المتململ ليله ونهاره، أودّ أن أفديك بمالي كله بل بروحي ونفسي، فتذكّر ذلك يا ولدي، وانظر إليه بعين القلب إذا ما بلغتُ من الكبر عتياً، و"هن العظم مني واشتعل الرأس شيباً"؛ فكن لي كما كنتُ أنا لك، واحذر التطفيف أو الميل، واعلم أنه كما تدين تدان.
- نموذج ومثالٍ:
لقد ربيتك لتكون نموذجاً ومثالاً للمسلم الحقّ.. أنت عندي يا ولدي أغلى من نفائس الدنيا جميعها، فلا تظن يا بني حين آمرك بأمر أو أستدرك عليك في فعل أنني أريد أن أسلبك راحتك أو أحرمك حريتك، بل على العكس تماماً، إنما أريد بناء شخصيتك وصقل مواهبك، وإثراء ساحتك بنقل تجاربي إليك، وأنا ما ربيتك إلا لتكون نموذجاً ومثالاً للمسلم الحقّ، حُرّاً في اختيارك وحُرّاً في تصرفاتك وحُرّاً في قرارك، على أن تحيط سياج هذه الحرية بشرع الله حتى لا تشطط بك بعيداً.
- أتعرف ما البنوّة يا ولدي؟
إنها النعمة التي امتن الله تعالى بها على عباده، فقال لهم مذكراً: (وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ...) (النحل/ 72). وهي زينة الحياة الدنيا كما قال عزّ وجلّ: (الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا...) (الكهف/ 46).. إنها امتداد لعمري واستمرار لعملي، أخرجُ فيها مكنون قلبي الذي فطره الله عزّ وجلّ على حب الولد والتشوُّف إلى الأبوّة، أتعرف يا ولدي كم من العمر قضيته أفرغتُ عليك فيه من حبي وعطفي، وألبستك فيه ثوب عطائي وبذلي، ومنحتك معه صيانتي وأدبي، لتصير فيما بعد إنساناً صالحاً، مرفوع الهامة، قوي البنية، ثابت الجنان، يُشار إليه بالبنان.. حتى إذا ما بلغتَ أنت مرحلة الشباب وبلغتُ أنا مرحلة الكهولة والشيخوخة، كنت لي الصاحب في غربتي، والأنيس في وحدتي، والسند عند ضعفي، تبدد أحزاني بقربك مني، وتزيل مخاوفي بحبك لي، وتعينني على نوائب الدهر بقلبك الحاني، فتكون لي اليد إذا ما كلّت يداي، والعين إذا ما ضعفت عيناي، والسند متى ما وهنت الرجلان، وتلك كلها مجتمعة في وصية ربّنا الرحيم الرحمن حين قال: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا) (الإسراء/ 23-24).
- كم أحنيتُ لك ظهري لتمتطيه..
فلعلك لا تذكر يا بنيّ وأنت صغير كم من الوقت كنت أقضيه معك؛ أحكي لك القصص وألعب معك باللعَب، وكم اتخذتَ من ظهري جواداً، ومن شعري لجاماً، كم جعلت من حجري سريراً، ومن كتفي مقعداً، ومن رقبتي مُرتقى، وكم من المرّات مسحتُ عنك الأذى بيميني فلم أتأفف، وإذا ما مرضتَ فأنا المريض المتململ ليله ونهاره، أودّ أن أفديك بمالي كله بل بروحي ونفسي، فتذكّر ذلك يا ولدي، وانظر إليه بعين القلب إذا ما بلغتُ من الكبر عتياً، و"هن العظم مني واشتعل الرأس شيباً"؛ فكن لي كما كنتُ أنا لك، واحذر التطفيف أو الميل، واعلم أنه كما تدين تدان.
- نموذج ومثالٍ:
لقد ربيتك لتكون نموذجاً ومثالاً للمسلم الحقّ.. أنت عندي يا ولدي أغلى من نفائس الدنيا جميعها، فلا تظن يا بني حين آمرك بأمر أو أستدرك عليك في فعل أنني أريد أن أسلبك راحتك أو أحرمك حريتك، بل على العكس تماماً، إنما أريد بناء شخصيتك وصقل مواهبك، وإثراء ساحتك بنقل تجاربي إليك، وأنا ما ربيتك إلا لتكون نموذجاً ومثالاً للمسلم الحقّ، حُرّاً في اختيارك وحُرّاً في تصرفاتك وحُرّاً في قرارك، على أن تحيط سياج هذه الحرية بشرع الله حتى لا تشطط بك بعيداً.
احبك واحبك كلماتي هذا للذكرى
انت لي الصاحب في غربتي، والأنيس في وحدتي
27/10/2010
انت لي الصاحب في غربتي، والأنيس في وحدتي
27/10/2010